تفنن شعراء أمسية برنامج أرامكو الثقافي البارحة الأولى في إلقاء قصائد شعرية جمعت بين اللغة والتصوير اللغوي في أبيات ما بين الغزل، والعرفان، والبحث عن المعشوق، والذات، ذلك لوجود نخبة من الشعراء لهم مكانتهم، وهم الشعراء: محمد الدميني (مدير الأمسية)، عبدالله الصيخان، وجاسم الصحيح، ومحمد يعقوب. وألقى الشاعر عبدالله الصيخان قصيدته «الورد» لأول مرة وأتبعها ب«نيل» و«بخور» و«نجمة الحبر»، مشيرا في إجابة لسؤال مدير الأمسية حول مواجهة الشعر لتصاعد القصة والرواية: «الشعر تخلى عن دوره الكبير، وخاصة عندما كان إعلام الثقافة، ولكن نرى أن الحراك الشبابي الآن في العالم يحركهم أشعار الشابي وأحمد فؤاد نجم، ويبقى الشعر ملتصقا بالأرض والناس والوطن، ولازال الشعر وإن اختلف من منطقة إلى أخرى باقيا ولكن بصورة مختلفة». ويملك الصيخان لغة خاصة، ويحاول أن يؤسس لمعمار قصيدته أمكنة للتجريب المدروس ويراهن عليه، ويعتبر أن القصيدة مشروع إنساني يتعدى اللغة وبلاغتها ليذهب بها للإنسان بتنوعه وإشكالياته. أما الشاعر جاسم الصحيح فقرأ مجموعة قصائد قصيرة منها «فتنة التنصيص» و«لهفة الأقواس»، ولم يتخل عن التحليق في سماء الإبداع وكأنه طائر يتنقل من البر إلى البحر وهو ممسك بكل جماليات التحليق والشعر، وصنع الخيال وتمكنه من تراثه العربي اللغوي، وبرزت قوة اللغة في قصائده. وعندنا سأل مدير الأمسية محمد الدميني الشاعر الصحيح عن الحالة الإبداعية والكتابية، هل هي متقطعة أم متصلة حتى نهاية القصيدة؟، أجابه قائلا: القصيدة تتكون من مقاطع وليس مقطعا واحدا، وكل مقطع يأخذ وقتا واحدا، خاصة إذا كانت القصيدة طويلة وتتكون من عدة مقاطع، ولكن هناك تدفقا روحيا ووجدانيا واحدا، وهناك عمل فنية ذهني وليس فقط وجداني. وجاء دور الشاعر محمد يعقوب، حيث أسمع الجمهور مجموعة من قصائده منها: أعراس المواقيت، ترتيل العجلة، غيابة الناي، وجاءت أبياته مغلفة بالألم والحسرة والقهر، ولكن بها بصيص من الأمل في غد أجمل، وأجاد في الربط الفني بين الحب كحالة مؤلمة وأزلية تعاني منها البشرية والبحث عن الذات، ولكنه أخبر في شعره أن موت الصفة الإنسانية يعني موت الحياة ولا معنى لها. سأله مدير الأمسية عن مشاركته في مسابقة أمير الشعراء ومصداقية البرنامج وجوائزه، قال يعقوب: يجب أن نؤمن أن هناك مسافة بين الشعر الفصيح والمتلقي، واعتقد أن المسابقة هي أحد الحلول، ولها حسابات سواء الشاعر وتصويت الجهمور ولجنة التحكيم التي لم تنصف البعض، ومن يدخل هذه اللعبة عليه أن يعيها. وفي سياق متصل، أقيمت أمسية شعرية في المهرجان للشعراء خالد العتيبي وخلف المشعان ونايف عرويل وضاوي العتيبي، وقدمها الإعلامي بدر الشهري، وامتازت بأداء شعرائها وتفاعل جمهورها وتنوع القصائد ما بين المدح والثناء، والقصائد الاجتماعية والإرشادية في قالب نقدي هادف.