تنطلق المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد غد الإثنين لمناقشة القضايا الخلافية بين الجانبين. وكانت العملية التفاوضية قد توقفت في مقر الاتحاد الإفريقي بعد رحيل رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي. وتناقش الجولة المقبلة من المفاوضات الملف الأمني، والحدود، وبقية القضايا الخلافية الأخرى من بينها منطقة أبيي المتنازع عليها. وأحرز الجانبان خلال جولات التفاوض السابقة اختراقا مهما على صعيد ملف تصدير بترول دولة جنوب السودان عبر الموانئ السودانية إلى دول العالم. واعتبر مراقبون أن الاتفاق النفطي بين البلدين سيفتح الباب واسعا أمام اتفاقات أخرى من بينها التجارة الحدودية بين الدولتين مما يمهد الطريق لخلق أجواء مواتية للحوار وحل بقية القضايا العالقة.وفي سياق متصل بحث الوسيط الإفريقي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي ثامبو أمبيكي في مباحثات مشتركة مع الرئيس السوداني عمر البشير أمس آخر الترتيبات لبدء المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان عقب وصوله للخرطوم أمس.وقالت مصادر مطلعة أن زيارة الوسيط الإفريقي أمبيكي تأتي في إطار التعرف على العقبات التي تعترض مسار المفاوضات التي ستنطلق الإثنين المقبل. وأشارت إلي أن أمبيكي سيقود تحركات مكوكية بين البلدين للتوصل لحلول حول القضايا العالقة في السقف الزمني الذي حدده مجلس الأمن الدولي في 21 من الشهر الجاري.وأشار مراقبون لعملية التفاوض بين دولتي السودان إلى صعوبات كبيرة تواجه المفاوضات الأمرالذي يرجح فرضية نسفها والحد من إحراز أي تقدم في القضايا الخلافية خاصة الملف الأمني، وإصرار تحرير الجانب السوداني لمنطقة «الميل 14»، جنوب بحر العرب، أو منطقة سماحة الواقعة على النهر «بحر العرب» في ولاية شرق دارفور، وكانت قضيتها أثيرت وأُقحمت ضمن المناطق الحدودية المتنازع عليها مع دولة الجنوب وتدعي جوبا أن ملكية هذه المنطقة تعود لها، وعجز الوفد المفاوض عن منع تضمينها ضمن المناطق المختلف حولها مثلما فعلت لجان حكومية سابقة مشتركة مع الجنوب في إبعاد مطامع الجنوب عنها.إضافة إلى خلافات الجانبين حول ملف الحدود ورفض الجانب السوداني للخارطة التي قدمها الجانب الجنوبي.