من المقرر أن يصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الوسيط الإفريقي الرئيس الجنوب إفريقي السابق ثامبو أمبيكي، ومنها إلى جوبا للقاء الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوبي سلفاكير ميارديت. ومن المقرر أن يبدأ أمبيكي زيارته بجوبا أولا ثم إلى الخرطوم للدفع بالمحادثات بين البلدين حول القضايا الخلافية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا . التفاوض خلال عشرة أيام أنهى وفدا السودان ودولة الجنوب محادثاتهما في أديس أبابا أول أمس دون التمكن من توقيع اتفاق شامل بعد اصطدام الجولة الأمنية بعقبة إيواء المعارضين، وتحفظ وفد الحكومة السودانية على مقترح دفعت به الوساطة لمعالجة الخلافات وطلب إجراء مشاورات بشأنه مع القيادة في الخرطوم، بينما وافق وفد الجنوب على الورقة. واتفق الوفدان على العودة لطاولة التفاوض خلال أسبوع أو عشرة أيام. في وقت يبدأ رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى مشاورات في الخرطوموجوبا اليوم في مسعى لتقريب وجهات النظر. وأكدت مصادر أن مقترح الوساطة لم يأت بجديد لكنه حوى تفصيلا لاتفاق وقف العدائيات الموقع بين الطرفين في العاشر من فبراير الماضي، ونص على التطبيق الفوري لكل الاتفاقيات السابقة استنادا على اتفاق وقف الحملات الإعلامية، مع إخراج الدولتين أي قوات مسلحة تملكها داخل أي دولة علاوة على إنشاء آلية مراقبة والشروع في التحضير للقمة الرئاسية. وبررت المصادر تحفظ وفد حكومة السودان لعدم احتواء المقترح التوفيقي نصا واضحا بشأن دعم الجنوب حركات تمرد دارفور وقطاع الشمال، واعتبر التوقيع على الاتفاق «تحصيل حاصل». الخرطوم جاهزة للتفاوض قال وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين للصحفيين عقب عودته من أديس أن الوفد لم يوقع على اتفاق مع الجنوب وأكد الاتجاه لإخضاع مقترحات الوساطة للدراسة، مؤكدا جاهزية الخرطوم لموعد التفاوض القادم، وأكد حسين الخلاف مع دولة جنوب السودان في اللجنة المشتركة التي كونها لتوحيد المقترحات من الطرفين حول نقاط رئيسة أولاها: أن النقاط الحدودية حولها لم تكن واضحة، مشددا على التزام السودان بحدود الأول من يناير. وأكد الوزير رفض الجنوب الاعتراف بإيوائه أي حركة متمردة، وأكد عدم صلته بالتمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق أو إيوائه لمسلحي دارفور. واعتبر عبد الرحيم موقف مفاوضي جوبا يعكس قدرا من عدم الصدق والوضوح، مشيرا لعدم فك الارتباط بين الجنوب و الفرقة التاسعة والعاشرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأكد أن رواتب مجنديها لا زالت تصرف من جوبا. وقطع وزير الدفاع بأن الحرب لن تحل الأزمة، وأردف «أي حرب تنتهي بجلوس ومفاوضات، وحريصون على وقف الحرب والانتقال إلى مرحلة التفاوض». المزيد من التشاور يعني انسحابا. فيما اعتبر كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم طلب الوفد السوداني إجراء مزيد من التشاور انسحابا وقال «نحن من جانبنا قبلنا الاتفاق وأبدينا استعدادا على التوقيع وأضاف «كنا نأمل أن يوقع الطرفان ويسترجعا الروح الإيجابية التي سادت في الفترة السابقة». ودعا وفد السودان لمفاوضات أديس في بيان لفك الارتباط، عملا وليس قولا، بين الجيش الشعبي لحكومة جنوب السودان، وبالجيش الشعبي – قطاع الشمال ، ووقف كافة أشكال الدعم له للتوقيع على اتفاق وقف الحملات العدائية. الخرطوم تضبط نفسها يرى مراقبون أن سر إحجام الخرطوم على الإنجرار للمناوشات الجنوبية ذلك لتحاشي الانزلاق في حرب لا طائل منها، وليس من استراتيجية السودان المساس بسيادة الدولة الجنوبية لكن بإمكان السودان الدفاع عن نفسه، بما يرد عنه العدوان فهو حق مشروع في القانون الدولي ولا يلقي باللوم عليه لأن المجتمع الدولي يعلم علم اليقين من هو الطرف البادئ بالعدوان. وأن الموقف السوداني تميز حتى الآن بدرجة عالية من ضبط النفس وهو ليس بالآمر السهل في ظل استفزازات جنوبية متعمدة ومحسوبة بعناية، ولكن لا يعني هذا أن الجانب السوداني سيحتفظ بهذا الضبط للنفس إلى الأبد.