لم تقدم الأفلام الأجنبية التي عرضت في إطار فعاليات الدورة الخامسة العشرة لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية جديداً عن أحداث ثورة 25 يناير سوى أن الآخر قام بتصويرها، فأتيحت للمصريين فرصة مشاهدة كيف قدمهم على شاشته. وتضمنت ثلاثة أفلام من بين الأفلام الخمسة التي عرضت على الشاشة في الحديقة المفتوحة أمام حشد واسع من جمهور مدينة الإسماعيلية تسجيلياً توثيقياً لأحداث ثورة 25 يناير. وهذه الأفلام هي “أغاني القاهرة” للألماني يوهان روسكم و”الإطاحة بطاغية على الطريقة المصرية” للوري فيلبس، ويحيى حسين، و”نصف ثورة” لكريم حكيم، وعمر الشرقاوي، و”العودة إلى الميدان” للنروجي بيتر لوم، والفيلم الفرنسي الإيطالي “ميدان التحرير” لستيفانو سافونا. وإذا استثنينا فيلم “أغاني القاهرة” الذي يوثق لفرق موسيقية مصرية بدأت انطلاقتها قبل الثورة، وغنى بعضها للثورة، فإن الأفلام الأخرى توثق صور شاهدها الجمهور العربي على شاشات التلفزيون التي تابعت الأحداث. ويتابع مخرج الفيلم عددا من الفرق الغنائية والموسيقية الشبابية التي بدأت في الظهور قبل سنوات من أحداث ثورة 25 يناير والتي تتميز بالاقتراب في موسيقها من الأذن الغربية أكثر منها قرباً من الفرق الموسيقية الشعبية الأكثر تأثيراً وتفاعلاً في الميدان. وتميز بين هذه الأفلام “نصف ثورة” لأنه حاول أن يوثق أحداث التحرير من خلال حوار المخرجين وأصدقائهما وتداخلهم في الأحداث خلال تواجدهم في الشقة التي يعيش فيها المخرج الأول كريم فياتي، وصور الأحداث بشكل رئيس داخل الشقة. ويسجل الحوار الدائر بين المخرجين والمتواجدين معهما في الشقة مع لقطات صورت من شرفتها المطلة على أحد الشوارع الرئيسية الموصلة لميدان التحرير مع لقطات قليلة للميدان باستثناء اللقطات التي انتشرت على غالبية القنوات الفضائية وربط الحشد الجماهيري الواسع بحركة المروحية الشهيرة ومشاهد من معركة الجمل ولقطات لطائرات حربية عبرت أجواء ميدان التحرير أكثر من مرة في أحد الأيام التي تركزت فيها الأحداث. وفي نهاية الفيلم يغادر المخرجان وعائلة أحدهما القاهرة لتخوفهم من تفاقم الأحداث بعد معركة الجمل والأحداث التي تلتها وقبل إعلان الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك تنحيه عن السلطة. أما الفيلم الثاني “إسقاط طاغية على الطريقة المصرية” فجاء تسجيلياً وأكثر إخلاصاً لما كان يجري في الواقع عبر لقطات مصورة إلى جانب لقاءات مع العديد من ممثلي القوى السياسية مثل أيمن نور، وعمرو حمزاوي، وعدد من القيادات الشبابية لحركة 6 أبريل وممثلين لمنظمات المجتمع المدني. وتركزت اللقطات المصورة على الأحداث الكبرى التي شهدها الميدان والشوارع الموصلة إليه، وهي لم تقدم جديداً. وركز فيلم “العودة إلى الميدان” على الأحداث التي أعقبت تنحي الرئيس المصري من خلال خمس شخصيات بانتماءات طبقية مختلفة عن طريق مقابلات معهم ومسارهم خلال الثورة وبعد الثورة حيث أكدت الشخصيات الخمس على ان الثورة لم تحقق أهدافها وأن مصر لاتزال محتجزة ولم تتحقق فيها الديمقراطية بعد. ولم يختلف فيلم “ميدان التحرير” عما سبقه من الأفلام، وما شوهد عبر شاشات التلفزيون. وهذه الأفلام توثق من وجهة نظر مخرجها زاوية معينة للحدث الكبير الذي شهدته مصر، وكلها تشكل تعاطفاً وأملاً بمستقبل مختلف للشعب المصري. وشهدت عروض هذه الأفلام إقبالاً من قبل جمهور مدينة الإسماعيلية في بدايات العرض ثم انسحابهم من المكان المخصص في الحديقة للعروض بسبب عدم ترجمة هذه الأفلام إلى العربية. ولم يحصل تاليا التواصل المرجو بين الجمهور وفعاليات المهرجان الذي وضع في خطته السعي لمثل هذا التواصل. يشار إلى أن هذه الأفلام تعرض من بين 103 أفلام روائية قصيرة وتسجيلية شاركت في فعاليات المهرجان، وتمثل 39 دولة، وتشارك مصر من بينها بتسعة أفلام في مسابقات المهرجان الأربعة التي ستعلن أسماء الفائزين فيها الخميس. أ ف ب | الإسماعيلية