حقق الفيلم المصري "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله أصداء متباينة بعد عرضه في مهرجان "كان" السينمائي يوم الخميس ضمن مسابقة السعفة الذهبية التي يتنافس فيها مع 21 فيلماً آخر من مختلف دول العالم. ونال الفيلم قبولاً لدى كثير من النقاد مقابل استقبال فاتر من الجمهور الذي تساءل عن مغزى الحكاية التي تقدم تقريراً عن الثورة المصرية انطلاقاً من اليوم الذي عُرف بيوم "موقعة الجمل". ويتناول الفيلم أوضاع المصريين في مرحلة ما بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. مقدماً حكايته من زاوية الشاب محمود الذي يلعب دوره الممثل باسم سمرة وهو أحد "فرسان ساحة التحرير" الذين أجبرهم نظام مبارك يوم 2 فبراير 2011 على مهاجمة شباب الثورة في ميدان التحرير. ورغم حنقه على الثورة لأنها تسببت في خسارته لعمله؛ إلا أنه يلتقي بشابة مصرية تدعى ريم -تؤدي دورها منة شلبي- وهي مطلقة وعصرية تعمل في الإعلان وتناصر الثورة، فيكون هذا اللقاء نقطة تحول في حياة الاثنين. ويتضمن الفيلم لقطات أصلية للأحداث التي وقعت في ميدان التحرير بوسط القاهرة. المخرج يسرى نصر الله الذي عرف سابقاً بفيلمه "المدينة" وفيلمه المكون من جزأين "باب الشمس" الذي يتناول القضية الفلسطينية؛ قال في مؤتمر صحفي عقد في "كان" الخميس بعد عرض "بعد الموقعة" إن الفيلم يركز على الناس البسطاء وكيف يواجهون الأحداث الكبيرة ويقاومون سحق التاريخ لهم. مشيراً إلى أن الفيلم يدور حول رجل يحاول استعادة كرامته ونساء يحاولن العثور على مكان في المجتمع الذي يتغير جذرياً. وأكد نصر الله أنه لا يريد لفيلمه العرض في إسرائيل طالما أنها تحتل الأراضي الفلسطينية، محذراً في الوقت ذاته من أن صناعة السينما المصرية في خطر كبير، وذلك بعد التطورات التي شهدتها مصر منذ ثورة 25 يناير، قائلاً إن المبدعين في مصر يتطلعون إلى أن تستمر صناعة السينما رغم رؤية الإسلاميين لها على أنها خطيئة. نصر الله مع أبطال فيلمه في مهرجان «كان»