علمت “الشرق” أن اجتماعا عاجلا لوزراء خارجية، دول الساحل الإفريقي والصحراء، سيعقد بمدينة فاس، ما بين ال 24 و27 من الشهر الجاري، لمناقشة قضايا الإرهاب والاتجار في السلاح والأمن والسلم في المنطقة. ووجه وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، دعوة رسمية لوزراء خارجية الدول الأعضاء، في تجمع دول الساحل والصحراء لحضور الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي، الذي تقول مصادر “الشرق” إنه سيكون حاسما، لتبني مجموعة من القرارات المشتركة، في ظل التسيّب الأمني الذي تعرفه المنطقة، وازدهار تجارة السلاح، بعد تهريبه من المخازن الليبية إثر سقوط نظام القذافي، وتصاعد وتيرة الاتجار بالبشر والمخدرات الصلبة، وتنامي أنشطة القاعدة في المغرب الإسلامي بعد تدهور الأوضاع في مالي. وأكدت المصادر أن الاجتماعات ستكون أغلبها مغلقة، و”ستشكل فرصة هامة لمناقشة الوسائل الكفيلة بإيجاد حلول مناسبة لمعضلة الأمن والسلم في منطقة الساحل والصحراء، مع بحث فرص النهوض بمسلسل التنمية في الدول المعنية”. واللافت أن المغرب، في عهد حكومة الإسلاميين، أبدى اهتماما كبيرا لعلاقاته مع إفريقيا، وهي التي كانت تحتل مرتبة دنيا في عهد الحكومات السابقة، على خلفية الانسحاب المبكر من منظمة الوحدة الإفريقية، وهو ما أضر بمصالحه السياسية والاقتصادية، حيث تحاول الدبلوماسية المغربية بقيادة العثماني العودة القوية إلى القارة السمراء. ويأتي الاجتماع المرتقب الذي تحضره كل الدول المعنية بأمن المنطقة، على هامش اللقاءات التي جمعت وزير الخارجية المغربي، خلال أعمال الاجتماع الرابع، لتتبع مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا، المنعقد بمدينة مراكش، الذي حضره 32 وزيرا و54 دولة وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية. وبحسب مصادر “الشرق”، فإن الاجتماع الحالي سيشكل أرضية صلبة للقمة الإقليمية حول الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، الذي ستحتضنه المملكة المغربية قبل نهاية السنة الجارية، حيث ستوجه دعوات للدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي، الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا بالإضافة إلى عدد من دول الساحل الإفريقي، ويحضره وزراء الداخلية والأجهزة المكلفة بالأمن، لبحث إجراءات التصدي للأوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة، وتأثيراتها على البلدان المغاربية. وكان وزير الداخلية المغربي امحند العنصر أكد أن “الاجتماع أصبح ضرورة ملحة لأن الوضعية الأمنية جد خطيرة”، معتبرا أن “ظاهرة الجريمة العابرة للقارات أصبحت تقلق العديد من الدول وتتجاوز ذلك إلى بلدان أوروبا وحتى أمريكا”. يذكر أن المغرب دعا خلال مؤتمر وزاري إقليمي في العاصمة الليبية طرابلس حول أمن الحدود، جميع بلدان المغرب العربي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية إلى التعاون مع المنظمات الدولية المختصة، ووضع خطة مشتركة للتعاون الحدودي، واتخاذ إجراءات دقيقة تتركز على تبادل المعلومات والخبرات. الرباط | بوشعيب النعامي