* الكتاب: الرفض والقبول * المؤلف: محمد بن سعود بن خالد * الطبعة: الأولى 2012م يحاول الأمير محمد بن سعود بن خالد، في كتابه «الرفض والقبول»، تقديم رؤية واقعية حول «سيرة تعامل المجتمع السعودي مع تقنيات الاتصال من البرقية إلى الإنترنت». ويسعى، من خلال الكتاب، إلى دفع القارئ للتأمل في «كيف أن كل جهة في المملكة قد تعاملت مع المعطيات كمنهج «لفن التكنولوجيا» وليس كمخرجات لنشاط علمي يؤخذ بشكل مسلم به»، موضحاً أن «الحالة الأخيرة تجعل صاحبها مجرد «مستهلك» لأدوات حضارية، والحالة الأولى تعني أننا نرقب إنساناً مبدعاً، يؤمن بإرادة الخالق، عز وجل، وتسخيره للمنجز الإنساني في أي مكان لمن يمتلك مع الإيمان قدرة الخيال والتحليق إلى جدارته». وقدم للكتاب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي أوضح في تقديمه أن الكتاب «يتناول موضوعاً طالما احتل حيزاً واسعاً في حوارات الباحثين، والمثقفين، والمواطنين في المجتمع السعودي في العقود القليلة الماضية»، من خلال «عرض إشكالية دخول مستحدثات تكنولوجيا الاتصال إلى المجتمع السعودي منذ بداية مسيرة توحيد المملكة»، مروراً بالمراحل التي أعقبت التوحيد، وصولاً إلى الوقت الحالي، الذي عمت فيه وسائل الإعلام والاتصال، ووسائل الإعلام الجديد كافة أنحاء المملكة. وقال «كان التوفيق حليف الكاتب في تقديمه تحليلاً لإشكالية تتركز معظم جوانبها في حتمية دخول مستجدات العصر الاتصالية إلى بلد حديث النشأة ووسط مجتمع تقليدي، كان حتى وقت قريب شبه منعزل عن العالم، بحكم بيئته الجغرافية، وفي وقت كانت الأمية متفشية في معظم أرجائه»، موضحاً أن تلك الإشكالية تتمثل في «الفجوة بين عقلية كانت تدرك فيما مضى أهمية تلك المستجدات والأخذ بها في بناء الدولة»، وبين «عقلية متوجسة وحذرة من تلك الوسائل، لا لأسباب يؤيدها الدين والعقل، بل لأسباب ذهنية ونفسية يمكن أن تعزى إلى الخوف من مستجدات كان القبول بها دون جدال أو تردد نوعاً من القبول بالمجهول كما هو». ويعرض المؤلف، في كتابه، تجربة المملكة بوصفها نموذجاً للتعرف على منطلقات عوامل المقاومة والقبول في المجتمع السعودي لمستحدثات تقنية الاتصال. وقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء، يسعى من خلال الأول إلى تقديم قراءة تاريخية وثقافية واجتماعية لدخول وانتشار تقنيات الاتصال الحديثة في المملكة، ويشمل تقديماً لظاهرة مقاومة المستحدثات في المجتمعات البشرية، والعلاقة بين الدين والتقنية، ووصفاً لحالة المجتمع السعودي في قبولها. ويتضمن الثاني توضيحاً لتعامل المجتمع السعودي مع دخول تقنيات الاتصال الأولى منذ تأسيس المملكة، وحتى بدايات التسعينيات. ويناقش الجزء الثالث تعامل المجتمع السعودي مع وسائل الاتصال الحديثة بعد التسعينيات الميلادية، ويتضمن وسائل الاتصال الفردية، ووسائل الاتصال والإعلام الجديد. أما الجزء الرابع فيستعرض التحليل النوعي لحلقات النقاش، التي تم إجراؤها للتعرف على رأي النخبة في تجربة مجتمع المملكة مع تقنيات الاتصال الحديثة، وأوجه مقاومتها أو قبولها. ويتضمن الجزء الأخير توثيقاً نصياً لحلقة نقاش أُجريت من أجل البحث. وتضمن الكتاب ستة ملاحق عن عدد من الأنظمة السعودية ذات العلاقة بتنظيم واستخدامات وتطبيقات التقنية المختلفة، مثل نظام الإذاعة الأساسي ونظام الاتصالات ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية. محمد بن سعود