الكتاب: الرفض والقبول، سيرة تعامل المجتمع السعودي مع تقنيات الاتصال من البرقية إلى الإنترنت المؤلف: محمد بن سعود بن خالد الطبعة: الأولى سنة النشر: 1433ه/ 2012م عدد صفحات الكتاب: 313 ص مقدم الكتاب: معالي وزير الإعلام عبدالعزيز خوجة يشهد العالم المعاصر مجموعة من التغيرات المتسارعة في مجال الاتصال وتقنية المعلومات؛ ما جعل العالم قرية كونية تنتقل فيها المعلومات إلى جميع أنحاء العالم في أجزاء من الثانية. إن هذه التغيرات لها تأثيرها المباشر على الأفراد والمؤسسات المكونة للمجتمعات؛ ما دفع المجتمعات للتعامل معها بأساليب وطرق متعددة، إما بقبول هذه المستحدثات والتكيف معها لتحقيق الاستفادة مما تقدمه من مزايا في جميع المجالات، أو رفضها بناءً على منطلقات ثقافية أو دينية أو كليهما معاً. إن قبول أو رفض تقنية اتصال من خلال تجارب المجتمعات هو أمر ظرفي، يتأثر بالزمان والمكان. بمعنى أن ما يتم رفضه اليوم من تقنية في مجتمع ما ليس مستبعداً أن يتم قبوله في الغد، بل وتوظيفه واستخدامه بشكل واسع من قِبل الرافضين له في السابق. ويؤكد هذه الجدلية الشواهد التاريخية الكثيرة في تجارب المجتمعات مع تقنية الاتصال؛ فالتقنية بحد ذاتها محايدة في الأصل، وقد تعكس ثقافة المجتمع المنتج لها في بعض جوانبها، لكن استخدامها وتوظيفها في المجتمعات الأخرى يفترض أن لا يتأثر بثقافة المجتمع المنتج لها. إن مجتمع المملكة العربية السعودية، بوصفه أحد مجتمعات العالم المعاصر، لم يكن بعيداً عن هذه الثورة؛ فهو يشهد منذ عقود عدة إقبالاً كبيراً في مجال التحول إلى مجتمع تقني يقوم على الاستفادة من المزايا التي تقدمها تقنية الاتصال بشكل خاص، والتقنية الحديثة بشكل عام، في جميع الميادين، لمواكبة عصر المعلومات الذي فُرض على الجميع، وحتى لا يجد نفسه في عزلة عن بقية دول العالم. ولقد سعت المملكة منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى الاستفادة من المستحدثات الحديثة، بما في ذلك تقنيات الاتصال الحديثة، ولم تكن تجربة المملكة في قبول هذه المستحدثات تجربة مريحة؛ فلقد واجهت بعض صور التقنيات الرفض بل الرفض الشديد والمقاومة. وتمثل المملكة في انتشار المستحدثات وتبنيها حالة قابلة للدراسة نظراً لما صاحب مراحل تبني تقنيات الاتصال والمعلومات الحديثة من عوامل، قد لا تجعلها حالة مماثلة في تبنيها مقارنة بالمجتمعات الأخرى.إن انتشار المستحدثات يُعَدّ «ظواهر» في تاريخ المجتمعات البشرية، لها نقاط القوة التي تضيفها للمجتمعات، ولها نقاط الضعف بتأثيراتها السلبية، كما أنها تشكِّل فرصة في بعض الأوقات وتهديداً للمجتمعات في وقت آخر. وبتحديد هذه النقاط يمكن التعرف على عوامل المقاومة والقبول للمستحدثات في تجارب المجتمعات مع التقنية. وفي هذا المؤلف نتعرض لتجربة المملكة بوصفها نموذجاً للتعرف على منطلقات عوامل المقاومة والقبول في المجتمع السعودي لمستحدثات تقنية الاتصال.الكتاب مقسَّم إلى خمسة أجزاء: الأول يسعى لتقديم قراءة تاريخية ثقافية اجتماعية لدخول وانتشار تقنيات الاتصال الحديثة في المملكة العربية السعودية، ويشمل ذلك تقديماً لظاهرة مقاومة المستحدثات في المجتمعات البشرية، والعلاقة بين الدين والتقنية بوصفه أحد أوجه منطلقات المقاومة للتقنية، ووصفاً لحالة المجتمع السعودي في قبولها. والجزء الثاني يتضمن توضيحاً لتعامل المجتمع السعودي مع دخول تقنيات الاتصال الأولى منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز، وحتى بدايات التسعينيات، ويتضمن ذلك بالتحديد (اللاسلكي، والمسرح، والسينما، والإذاعة، والتلفزيون، والفيديو، والقنوات التلفزيونية الفضائية) أما الجزء الثالث فقد ناقش تعامل المجتمع السعودي مع وسائل الاتصال الحديثة بعد التسعينيات الميلادية، ويتضمن وسائل الاتصال الفردية، ووسائل الاتصال والإعلام الجديد.أما الجزء الرابع فيستعرض التحليل النوعي لحلقات النقاش التي تم إجراؤها للتعرف على رأي النخبة في تجربة مجتمع المملكة العربية السعودية مع تقنيات الاتصال الحديثة، وأوجه مقاومتها أو قبولها.الجزء الخامس يتضمن توثيقاً نصياً لحلقة النقاش أُجري من أجل البحث.وأخيراً أُلحق بالكتاب عدد من الأنظمة السعودية ذات العلاقة بتنظيم واستخدامات وتطبيقات التقنية المختلفة.