يتوافر كتاب عبدالعزيز مشري «توسلات في زمن الجفاف وخطوط من رحيق الريشة» في المجلد الرابع للآثار الكاملة (الطبعة الأولى) في أكثر من دار نشر في معرض الكتاب، ومنها ركن مؤسسة «الانتشار» العربي. أشرف على الكتاب وأعده للنشر الشاعر علي الدميني، بتمويل من أصدقاء الإبداع، وأصدقاء عبدالعزيز مشري، وهو مجموعة قصائد كتبت بخط الشاعر، ومضى عليها أكثر من 35 عاماً وهي حبيسة بين دفتي مخطوطتها التي حار الدميني في تقديمها، فهو يتساءل في مقدمة الكتاب «حين تقف على ديوان عبدالعزيز مشري «توسلات في زمن الجفاف» (...) ستتساءل معنا: هل نقدمه كنصوص شعرية وحسب، أم نقدمه كمخطوطة؟». ويؤكد الدميني «كانت الفكرة الأساسية لدي، ولدى شقيقه أحمد مشري، تتفق على تصوير مخطوطة هذا الديوان كما هي، وإصدارها ضمن سلسلة الأعمال الكاملة، ولكنني حين تصفحتها جيداً رأيت أن عبدالعزيز أجرى على بعض المقاطع الشعرية تعديلات وتشطيبات بالقلم الأحمر والأزرق» مما يعيق نشرها كما هي». ولكي يعايش القارئ جمالية تدوين مشري، قام الدميني بتصوير مقاطع من كل قصائد الديوان، لتأخذ موقعها في سياق جسد القصيدة المطبوعة، وأورد صور عناوين القصائد كما هي في المخطوطة، بما في ذلك ما خطه بنفسه حين لم يجد العنوان المخطوط في الجريدة. وقال الدميني ل «الشرق»: كل كتب مشري صدرت وهو حي، ونحن أعدنا طباعتها في المجلدات السابقة، عدا هذا الكتاب فهو الوحيد الجديد، ويتكون من ديوان شعر، ومجموعة لوحات بالحبر الصيني، وبالألوان الزيتية، وأنجزت بين عامي 1975 1978م، وتعبر عن مرحلة البدايات، حيث كان مشري مهتماً بالشعر واللغة الشعرية التي تجلت في مجموعته «موت على الماء»، التي استقبلت من النقاد والكتَّاب بشكل ممتاز، لكنها لم تصل إلى القارئ المضمر في داخل عبدالعزيز». ويضيف: لذلك لم ينشر بعد صدور «موت على الماء» أي شيء خلال خمس سنوات، ويعيد النظر في كل كتاباته، حتى بدأ مساراً آخر في كتابته، وانتقل من استخدام اللغة الإيحائية والشعرية إلى استخدام شعرية الواقع كما هو، أي من الكنائية إلى الاستعارية، وفي تلك المرحلة كان هناك ديوان شعر مخطوط بيده، لكنه تركه مهملاً، وعندما بحثنا عن أوراقه وجدنا هذا الديوان فنشرناه. ولم يستطع الدميني نشر الكتاب كما هو، كما ذكر في المقدمة، بسبب التصحيحات الواردة في بعض المخطوطات، بل اكتفى بتصوير مطلع كل قصيدة وجزء منها، والعنوان كما نشر في صحيفة «اليوم» الذي قام بإضافة تشكيلات عليه، كما هو واضح في الكتاب. ليكون القارئ في المناخ الذي أنجز فيه مشري الكتاب. استقبال الجمهور ورأى الدميني أن الشراء في المعرض جيد إلى حد ما، أما الكتب الأخرى لمشري فاستقبالها لم يكن كما ينبغي. مضيفاً «أصدرنا من أول مجلد ألفا و500 نسخة، وظل سنتين، وأرجعنا 700 نسخة لم نجد لها مكاناً». أما عن اهتمام الوزارة، فيؤكد الدميني «هم من شجعونا، وتحديداً الراحل عبدالكريم الجهيمان، الذي باعهم 500 نسخة من المجلد الأول والثاني، لكنهم -الوزارة- يضعونها في المستودع، ولا ينشرونها في المعارض الخارجية». ويتأسف الدميني على حال المجلد الثالث، الذي يعاني من سوء التوزيع، وحتى الدار التي توزعه لم تجلبه للمعرض هذا العام، وتمنى على الوزارة أن تأخذ جزءاً من المجلد. وشبَّه الدميني إهمال الكتاب بإهمال مجموعته الشعرية السابقة من قبل الساحة الثقافية، لكنه اعترف أن جزءاً من الأمر يعود إلى كسله وإهماله للموضوع، ذاكراً موقف «دار الكفاح» من ديوانه في المعرض «موجود في مخازنهم، وعندما أمر عليهم أخرجه وأعرضه، وعندما أغيب يرجعونه إلى المخزن». غلاف الكتاب (الشرق)