كشف ل»الشرق» أمين عام صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية منصور بن صالح الميمان أن العمل قد بدأ فعليا في مشروع الجسر البري، الذي سيربط العاصمة الرياض بجدة. وقال الميمان الذي كان يتحدث بمناسبة توقيع الشركة السعودية للخطوط الحديدية (SAR) أمس الأربعاء عقداً مع شركة كاف الإسبانية، لتصميم وتصنيع وتوريد قطارات الركاب لمشروع قطار «سار» بقيمة تجاوزت 553 مليون ريال، أن الخط الحديدي الذي يطلق عليه (الجسر البري) صمم ليسير بسرعة 350 كيلو مترا وسيكون مزدوجا، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيكمل منظومة الخطوط الحديدية السعودية. وأضاف الميمان أنه تم إنشاء هيئة لتنظيم النقل في الخطوط الحديدية، وسيكون لهذه الهيئة صلاحية تحديد أسعار التذاكر لكل خط سير وفق التكاليف، موضحا أن شركة «سار» تشرفت بتكليفها من المقام السامي بدراسة ربط رأس الخير بكل من الجبيل والدمام، مشيرا إلى أنه ستتم ترسية المشروع وأن هدف هذه الشبكة نقل المنتجات البترولية والبتروكيماوية. وبين الميمان أن قطار سار للركاب من شمال المملكة إلى الرياض سيكون بسرعة مائتي كيلو متر، موضحا أنها سرعة مناسبة للمدن التي سيمر بها القطار ولجغرافية المناطق التي سيعبرها، مضيفا أن محطة الرياض تمت ترسيتها أخيرا وسيبدأ تنفيذها قريبا وتقع بقرب مطار الملك خالد الدولي، مشيرا إلى أنه سيتم ربط محطة قطار سار بالرياض بمحطة القطار التابعة للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، كما يجري التخطيط لدى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لربط مترو طريق الملك عبدالله بمحطة قطار سار بالرياض لنقل الركاب من الرياض إلى المحطة بالقرب من مطار الملك خالد الدولي، مؤكدا أن ربط المحطة بالمحطة القائمة حاليا والتابعة لمؤسسة الخطوط الحديدية يهدف إلى ربط كافة شبكات القطارات سواء قطار «سار» من الشمال إلى وسط المملكة أو قطار الجسر البري الواصل بين الرياضوجدة أو قطار الحرمين. وأوضح الميمان خلال الحفل أن العقد مع شركة (CAF) الإسبانية يتضمن تصميم وتصنيع وتوريد خمسة قطارات للركاب بقيمة إجمالية تجاوزت 553 مليون ريال سيتم توريدها خلال 24 شهراً. وأشار الميمان إلى أن توقيع عقد قطارات الركاب يأتي بالتزامن مع عقود محطات الركاب التي تم توقيعها مطلع هذا العام لإنشاء ست محطات للركاب في كل من الرياض، المجمعة، القصيم، حائل، الجوفوالقريات، مبينا أنه سيتم تشغيل المشروع في النصف الثاني من عام 2014 بإذن الله. وأكد منصور الميمان أن شركة «سار» تسعى إلى جعل قطاراتها إنجازاً وطنياً رائداً على صعيد وسائل النقل في المملكة، مبيناُ أن هذه المجموعة من القطارات تعتبر الدفعة الأولى لقطارات ركاب شركة سار مع إمكانية زيادة عدد القطارات مستقبلاً مع زيادة الحجم التشغيلي لخدمة نقل الركاب. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة (سار) الدكتور رميح بن محمد الرميح أن السرعة التشغيلية لتلك القطارات تبلغ مائتي كيلومتر في الساعة الواحدة، وتمتاز باستيفائها المواصفات العالمية بهدف منح كل راكب أعلى درجات الراحة والرفاهية، وحول الطاقة الاستيعابية للقطارات أشار الدكتور الرميح إلى أن القطار الواحد يتسع ل 514 راكبا للمسافات المتوسطة التي تمتد من الرياض إلى حائل مروراً بالمجمعة والقصيم، أما في الرحلات الطويلة، والتي تمتد من الرياض إلى القريات مروراً بالجوف فيوجد فيها مقصورات مخصصة للنوم وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 390 راكبا. وردا على سؤال بشأن إنشاء محطة لقطار سار في محافظة الزلفي حيث يطالب أهالي تلك المحافظة بإيجاد محطة توقف للقطار فيها، أوضح ل «الشرق» الرميح أن مطالبة أهالي الزلفي ليست الوحيدة، بل أن الشركة تلقت مطالبات من عدة قرى، كي يتوقف القطار عندها، مشيرا إلى أن الخط الحديدي يمر بقرب الزلفي وليس عبرها، مؤكدا أنه حتى الآن لم يتم إقرار وضع محطة توقف لقطار سار في محافظة الزلفي، متوقعا أن يكون هناك تفرعات للقطار لخدمة بعض المحافظات والمراكز. وفيما يتعلق بحوادث القطارات عالميا وما اتخذ لتجنبها محليا، أوضح الدكتور رميح أن السلامة والأمان كان نقطة ارتكاز رئيسة في كافة مراحل التخطيط والتنفيذ لسكة قطار سار من أقصى شمال المملكة إلى العاصمة الرياض، مبينا أن الخط سيكون مسيجا وأن أية تقاطعات أرضية وأي انتقال من نقطة إلى أخرى سيكون عبر جسر فوق خط القطار أو عبر نفق تحت الخط.