أعلنت حركة «أحرار الشام»، أمس، عدم مشاركتها في محادثات أستانا المرتقبة الأسبوع المقبل بين ممثلي النظام السوري والفصائل المعارضة في عاصمة كازاخستان. وجاء في بيان صادر عن مجلس شورى الحركة «لقد ترجَّح عند شورى الحركة، وبعد نقاش طويل جداً، ألا تشارك الحركة في المؤتمر لعدة أسباب، بينها عدم تحقق وقف إطلاق النار، خصوصاً في منطقة وادي بردى قرب دمشق، واستمرار روسيا، إحدى الدول الراعية للمحادثات، في قصفها الجوي بسوريا». وتبذل موسكو وطهران، أبرز حلفاء دمشق، مع أنقرة الداعمة للمعارضة، جهوداً حثيثة لإنجاح محادثات أستانا بين ممثلي النظام والفصائل المعارضة. وتشارك الفصائل عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، وهو فصيل نافذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية. وأكدت حركة أحرار الشام بقولها «برغم هذا القرار إننا سنؤيد الإخوة الذاهبين للمؤتمر إن توصلوا إلى نتائج طيبة فيها مصلحة الأمة والتخفيف عنها». وتعد هذه المحادثات الأولى التي ستجري برعاية روسية تركية إيرانية بعد استبعاد أي دور لواشنطن التي شكَّلت مع موسكو الطرفين الضامنين لاتفاقات الهدنة السابقة التي مهَّدت لجولات المفاوضات بين طرفي النزاع في جنيف. من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، أن عواقب النزاع السوري أصبحت «خطيرة جداً» على العالم، خصوصاً بسبب التهديدات الإرهابية، معرباً عن الأمل في أن تفضي مفاوضات السلام المقبلة إلى «وقف النزاع». وبشأن المحادثات المقررة في 23 يناير بكازاخستان، رأى غوتيريس «أنه يجب الاعتراف بالجهود المبذولة حالياً ودعمها بقوة». وصرَّح للصحفيين في الأممالمتحدةبجنيف «هناك اجتماع مقرر في أستانا آمُل أن يفضي إلى ترسيخ وقف إطلاق النار ووقف النزاع». وأعرب عن الأمل في أن يسهم الاجتماع أيضاً في «إيجاد الظروف ليتوصل الحوار السياسي الذي سيستأنف في جنيف خلال فبراير إلى نتائج ملموسة». وأوضح «عندما نرى ما عاناه الشعب السوري والدمار الذي لحق بالبلاد والآثار المدمرة على استقرار المنطقة، عندما نشهد اليوم التهديد الإرهابي في العالم الناجم عن النزاع السوري على كافة الدول التي لها تأثير على أطراف النزاع، ندرك أنه بات من الضروري أن نضع خلافاتها جانباً». ودعا هذه الدول إلى «الاجتماع لإرساء السلام لأن عواقب هذا النزاع أصبحت خطيرة جداً على الجميع». وأضاف «إننا جميعاً نعاني منه اليوم في كافة أنحاء العالم بسبب التهديد الإرهابي»، داعياً إلى إنهاء هذه «المأساة الكبرى». وشدَّد على رغبته في أن يسهم «شخصياً بشكل أكبر» في تسوية النزاعات، خصوصاً النزاع في سوريا. ورداً على سؤال حول انتقادات الإدارة الأمريكية الجديدة للأمم المتحدة، قال غوتيريس إنه «ينوي التعاون بشكل بنَّاء» مع الولاياتالمتحدة «لإيجاد سبل للتوصل إلى تعاون إيجابي». وأكد أيضاً على «ما قاله ترامب لإصلاح الأممالمتحدة للتحقق من بلوغ هذه الإمكانات».