يستغرب المرء أن يكون ما يحل بالشعب السوري اليوم، وما قد سبق حدوثه من أنواع التقتيل والتنكيل، يحدث من نظام حاكم مؤتمن على مصالح البلاد والعباد، يستمد قوته وشرعيته من الشعب! والتسمية التي تناسب، هكذا نظام، يسلط سيوفه على رقاب الشعب السوري، ليقطع أعناقهم من الوريد إلى الوريد بدم بارد هي «النظام السوري المغولي». فما نشاهده ونسمعه من جرائم ارتكبت، وما زالت تمارس بحق إخواننا من الشعب السوري، أشبه ما يكون بما جاء في كتب التاريخ التي أوردت تفاصيل سقوط دولة الخلافة العباسية على أيدي التتار بقيادة «هولاكو جنكيز خان» وما رافق ذلك الغزو من فظائع اقترفت بحق المسلمين، ودلت على مدى وحشية وهمجية وبربرية المغول، بداية من دخولهم إلى بغداد عاصمة الدولة الإسلامية آنذاك، ونهاية بدمشق كآخر مدينة سقطت نتيجة ذلك الغزو، ولكن ما يختلف اليوم هو أن القائد، ومتبني حملة الغزو، يدعى «هولاكو الأسد» وغايته ليست شعوبا أخرى كاليهود في سبيل تحرير أرض فلسطين المغتصبة واسترداد الأقصى الشريف بل استهدف شعبه، ولكن وفق الطريقة المغولية. وما كان تواطؤ بعض الدول بوقوفها حجر عثرة أمام المساعي لوضع حد لهؤلاء السفاحين والجلادين بنظام دمشق ضد الشعب السوري، إلا إيذانا ببداية عصر غير مسبوق، يُهدر كرامة الإنسان و يئد حريته، في انتهاك صارخ لكل معاني الآدمية، ونذير شؤم ينبئ بعالم يقتات على لحوم البشر، وبات واضحًا للعيان، طغيان مصالحها المادية على القيم الإنسانية. وما الفيتو الصيني الروسي، الذي صوّت ضد قرارات مجلس الأمن، التي تدين القمع الدامي بسوريا، إلا إحدى تلك الصور البشعة التي تُكرس الظلم والتسلط والديكتاتورية، وتسعى لهدم المنظومة الأخلاقية التي تحفظ حقوق الإنسان. نعم، نحن ضد سفك مزيد من الدماء في سوريا، وفي الوقت ذاته، مع كل المنادين بالوقوف بحزم ضد تلك التجاوزات التي تُمارس بحق شعب سوريا، منذ عدة أشهر، وكانت للأسف الشديد على مرأى ومسمع كل العالم، الذي عجز عن وضع حل جذري، يضمن سلامة شعب، ذنبه الوحيد الذي اقترفه، أنه قال للنظام: يكفي ظلمًا وقهرًا، وأبى على نفسه استمرارية حياة الذل والمهانة، بعدما نُكثت العهود التي قُطعت له مرارًا وتكرارًا، على لسان النظام الحاكم، في سبيل التغيير والإصلاح، ويئس من استجداء حقوقه التي سُلبت منه، كما يئس الكفار من أصحاب القبور.