أثنى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على الجهود التي يبذلها رجالات وزارة الداخلية في مكافحة تهريب ومحاولات إدخال المخدرات إلى المملكة، مؤكداً أن الأمة تحارَب بالمخدرات والمسكرات، «إنها حرب ضروس وبلاء للأمة الإسلامية». وشدد المفتي في خطبة الجمعة أمس، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، على أن الإسلام ينبذ المنكرات ومنها المخدرات، مبيناً أن هذه الجرائم العظيمة والمنكرات القبيحة التي تخالف الدين والقيم والفضائل هي سبب ذهاب الدين، وإفساد العقول، والقضاء على كيان الأمة وجعلها أمة ضائعة. وأشار المفتي إلى أن الاشتراك في هذه الجريمة دليل على فساد الإيمان، «ولو كان في القلب ذرة من إيمان ما رضيت للأمة الفساد، أترضى على أمتك أن تذهب عقولها وأفكارها؟!؛ إذ إن المخدرات سبب تشويه الأجنة وإسقاطها مبكراً، وسبب كل بلاء وفساد الأعراض، وانحلال الأخلاق والقيم، وجلب كل المصائب». وقال إن الجهات الأمنية جهات موفقة معانة، والشكر لله على جهود مكافحة المخدرات وغيرها والجمارك ومن يراقبون الحدود ويكشفون هذه البلايا بأساليب مختلفة وكل ما تفنن المجرمون، وفّق الله رجال الأمن في كشف المهربين للقضاء عليهم. وحذر المفتي من المخدرات وقال «إنها بلاء عليك وعلى أولادك، وإن سلمت منها أنت فإن هذا المال المأخوذ بهذه الطريقة مال خبيث، سحت، ضار، مؤذٍ، سبب لعذاب الدنيا والآخرة». وأوضح أن المتاجرين بالمخدرات سلبوا أموال الناس، وسلبوا عقولهم، وقضوا على قيمهم وأخلاقهم وفضائلهم، إن الواجب على المسلمين أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يأخذوا على أيدي هؤلاء ويبلغوا عنهم؛ لأن وجودهم في المجتمع بلاء وضرر، والمخدرات دمار للدين والصحة، مفسدة للأخلاق، وغير ذلك من المصايب والبلايا، فيا أيها المسلمين إن هذا الأمر أمر عظيم جداً». ودعا المفتي إلى التعاون مع رجال الأمن لمكافحة هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الشديدة والأفكار الخبيثة؛ «فجميعنا مسؤولون عن أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا، والمخدرات لا تترك صاحبها حتى لا يبالي عما يريد، ويفعل من غير حياء، من غير خجل، من غير خوف من الله». وتحدث المفتي في خطبته عن الصلاة وفضائلها، وقال إن الله أمر بالصلاة في كتابه العزيز وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن الصلوات الخمس بها خصائص ليست لغيرها من سائر العبادات، فمن خصائصها أنها فرضت في السماء، أما سائر الطاعات فكانت عن جبريل عليه السلام، والصلوات الخمس كانت فرضيتها تعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فخاطبه الله شفاهة بالصلاة، وأمره بها خمسين صلاة، فما زال محمد صلى الله عليه وسلم يتردد بين ربه وموسى، وموسى يقول لمحمد: اسأل الله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك، فجعلها الله خمساً في العمل وخمسين في الثواب. وأضاف: «ومن خصائصها أن الله أمر نبيه بالإقبال عليها، ومنها أن الله فرضها على جميع المسلمين بالغين عاقلين، يطالب بها الصغير والمسافر والمريض كما يطالب بها الصحيح والمقيم، فلا تترك الصلاة لمرض أو لسبب، وإنما تجب على المريض والصحيح والمسافر والمقيم. وأفاد مفتي عام المملكة أن الطهارة مشروعة للصلاة، وطهارة البقعة وطهارة الجسد لقول الله تعالى «وثيابك فطهر»، والصلاة آخر وصية أوصى بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، فكان يقول عليه الصلاة والسلام: الصلاة الصلاة. وقال «للصلاة فضائل، من فضائلها أنها خير الأعمال، ومن فوائدها أنها برهان لصاحبها، ومن فضائلها أنها أول ما يحاسب عليه العبد، وأنها سبب لترك المنكرات والتخلق بالأخلاق الفاضلة، والصلوات الخمس مكفرات للذنوب والمعاصي ما قبلها، ومن خصائصها أنها قرة للمؤمن. وأوضح سماحته أن الصلاة أحد أركان الإسلام، وأن من جحدها وأنكر وجوبها كافر مرتد خارج عن الإسلام، وأما من استهان بها واستخف بها فذلك له الشقاء، فهي ترجمان لما في القلب من الإيمان، ومن أدى هذه الصلوات الخمس دل على إيمانه، ومن تخلى عنها دل على شقائه.