قتل خمسة أشخاص على الأقلّ بقصف إسرائيلي على جنوب سورية، على ما أفادت سلطات محلية، مشيرة إلى توغّل اسرائيلي في المنطقة ونزوح للأهالي منها، في حين أعلن الجيش الاسرائيلي شنّ غارات ردّا على "إطلاق نار". وأعلنت محافظة درعا في بيان على صفحتها الرسمية عبر منصة "تلغرام" مقتل خمسة أشخاص "بالقصف الإسرائيلي على بلدة كويا بمنطقة حوض اليرموك غرب درعا في حصيلة غير نهائية"، تبعه "نزوح من أهالي المنطقة". وأشارت إلى "توغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي" في البلدة "تبعه قصف بعدة قذائف دبابات". وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته أن قواته "رصدت عددا من الإرهابيين الذين أطلقوا النار في اتجاهه في جنوب سورية"، مضيفا "قامت القوات بالردّ على إطلاق النار، وقام سلاح الجو بضرب الإرهابيين"، مشيرا إلى وقوع إصابات . وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حاولت "قوة عسكرية إسرائيلية التوغل" في القرية، وحاول سكان "التصدّي" لها. وتبع ذلك "قصف للقوات الإسرائيلية على القرية بالمدفعية الثقيلة" أسفر عن قتلى. وأتى ذلك غداة إعلان الجيش الإسرائيلي قصف قاعدتين عسكريتين في وسط سورية. ومنذ ثلاثة أشهر، تسجّل عمليات توغل إسرائيلية في الأراضي السورية الحدودية المحاذية للجولان المحتلّ، بشكل شبه يومي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يشير إلى أن القوات الاسرائيلية تنفّذ عمليات توغّل وانسحاب دورية. وإثر إطاحة فصائل معارضة بحكم بشار الأسد في ديسمبر، نفّذت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سورية، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق. كذلك، توغّل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة السورية. وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في فبراير بجعل جنوب سورية منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سورية قرب حدودها. وفي كلمة ألقاها الرئيس السوري أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة في مارس، حثّ المجتمع الدولي على "الضغط على اسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري". ورغم تنديد السلطات الجديدة مرارا بالتوغّل الاسرائيلي، إلا أن أي مواقف عالية النبرة لم تصدر عنها إزاء اسرائيل، وكرّر الشرع أن بلاده التي تواجه تحديات عدة بعد نحو 13 عاما من نزاع مدمّر، لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع جيرانها. وحذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس خلال زيارة إلى القدس الاثنين من أنّ الضربات الإسرائيلية على سورية ولبنان قد تنذر "بمزيد من التصعيد" في المنطقة. لجنة تقصي أحداث الساحل السوري أعلنت لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري الثلاثاء معاينة تسعة مواقع والاستماع لشهادات الجهات الأمنية والعسكرية والمدنية في اللاذقية. ونقلت الوكالة لعربية السورية للانباء (سانا) عن المتحدث باسم اللجنة ياسر الفرحان قوله، خلال مؤتمر صحفي، :"" دوّنا 95 إفادة وفق المعايير القانونية فيما يتعلق بالأحداث وتلقينا أكثر من 30 بلاغاً بشأن الأحداث ونخطط للانتقال إلى طرطوس وبانياس وحماة وإدلب لتقصي الحقائق". وأشار إلى الالتقاء بممثلين عن المجتمع المدني والأهلي والتعرف على رؤاهم، لافتا إلى أنهم "يقدرون دور الشهود وعائلات الضحايا في التعاون معنا ونحترم خصوصياتهم". وأضاف :"ظروفنا ليست مثالية ونحتاج لتعاون من الجميع للكشف عن الحقائق وما زال الوقت مبكراً للإفصاح عن نتائج التحقيقات"، لافتا إلى أن الاجتماعات مع أطراف الأممالمتحدة كانت إيجابية جداً والمنظمة الدولية رحبت بتشكيل اللجنة وبعملها. وأفاد الفرحان ب"دخول كل المناطق التي شهدت أحداثاً ونريد أن نمضي في عملنا بالاستماع للشهود ومعاينة أرض الواقع"، موضحا أن مسلحين من فلول النظام البائد كانوا يتواجدون في المناطق المحيطة بعملنا. ورجح إنشاء محكمة خاصة لملاحقة المتورطين في أحداث الساحل، موضحا أن "هناك صعوبة في إنجاز مهمتنا خلال 30 يوماً ومن الممكن أن نطلب تمديد المهلة". وأكد الفرحان أن "التحرك في المناطق التي شهدت الأحداث ما زال خطراً وبعض الشهود وأهالي الضحايا يتخوفون من التواصل مع اللجنة". انقطاع مفاجئ لشبكات الإنترنت انقطع الاتصال بشبكات الإنترنت المحلية في عموم سورية بشكل مفاجئ، الثلاثاء، من دون أي توضيحات رسمية من الجهات المعنية عن أسباب هذه المشكلة. ونقل تلفزيون سورية عن ناشطين قولهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن خدمة الإنترنت توقفت في معظم المحافظات السورية، مشيرين إلى أن سبب هذا الانقطاع ما يزال مجهولاً حتى اللحظة. وقالت منظمة مراقبة الإنترنت "نت بلوكس"، في تغريدة على منصة "إكس"، إنها رصدت انقطاعاً واسعاً في خدمة الإنترنت شمل مختلف المناطق السورية. وبحسب المنظمة، أوضحت بيانات الشبكة، أن الانقطاع طال البلاد بكاملها، وهو ما يتطابق مع شكاوى الأهالي من توقف الاتصالات في عدة مدن. ولم تصدر وزارة الاتصالات والتقانة في الحكومة السورية أي بيان رسمي يوضح ملابسات الحادثة أو أسباب الانقطاع. ويأتي هذا الانقطاع في ظل تكرار أعطال مماثلة خلال الأشهر الماضية، ما يثير مخاوف الأهالي من استمرار تدهور خدمات الاتصالات. ومنذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، لجأ كثير من السوريين إلى استخدام الإنترنت الفضائي وأجهزة "ستارلينك" لتجاوز الأعطال المتكررة في الشبكة المحلية. وأعلنت وزارة الاتصالات والتقانة في سورية، مطلع الشهر الجاري، عن خطط جديدة تهدف إلى تحسين قطاع الاتصالات وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.