استعاد الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي تاريخه مع الكتابة المسرحية، الذي امتد لأكثر من 25 عاماً، في لقاء عن فرقة الطائف المسرحية شاركه فيه عبدالعزيز عسيري ومساعد الزهراني وأداره أحمد السروي، في مجلس ألمع الثقافي مساء أمس الأول، بقوله إنّ كتابة النصوص المسرحية لدينا كانت تتم بشكل تقليدي (مشاهد وفصول) إلى أن جاء راشد الشمراني فأحدث تحولاً في الكتابة المسرحية. وأوضح الحارثي أن المسرح كان لدينا عبارة عن غرفة من 4 حوائط، فهدم الشمراني الحائط الرابع باستخدامه تقنيات عدة مثل اللهجة والشعر والغناء والملابس، ليحدث محولاً في حركة المسرح، مضيفاً أن هذا التحوّل كان بداية تجربته في الكتابة. وبيَّن أنّ كتابته للنصوص المسرحية اعتمدت على اللعب بالأشياء وتحريكها في الوقت الذي كان فيه أحمد الأحمري يحوِّل تلك النصوص إلى حصة رياضيات، وكان المطلوب أن يجاريه بنصّ مواز، فبدأ يفكر في إنتاج مسرح المشاهد والحوارات، بحيث يستطيع المخرج التعامل معها. وأضاف قائلاً: «بعد كلّ هذا الكمّ الكبير من النصوص المسرحية، اتهمت بأنني لا أكتب نصاً مسرحياً، وكانت لجان التحكيم تضطهدني، إلى درجة أنني تحايلت عليهم بتحويل نصوص قصصية إلى نصّ مسرحي حصد سبع جوائز. أدركت بعدها أن لجان التحكيم يتعاملون مع نص السبع جوائز كما يتعامل معلم اللغة مع مادة التعبير بالشبر». وعن النصوص التي يكتبها، قال: أكتب النص المسرحي على شكل قصة قصيرة، كما أنني لعبت أكثر من لعبة في كتابة النصّ المسرحي والمقاربة بين كتابة النص القصصي والمسرح، كما استخدمت اللغة الشاعرية.. الآن لديّ تجربة الكتابة في نصّ «فيسبوك»، وحين أمتلك النصّ الثالث سأعلن عن هذه التجربة. من جانبه، تحدَّث مساعد الزهراني في ورقته عن خفايا وأسرار ورشة الطائف المسرحية، وذكر فيها الأسباب التي ساهمت في استمرار ورشة الطائف ل 25 عاماً، وقال إنّ إرث مدينة الطائف الثقافي باعتبارها مصيف المملكة الأول، كان واحداً من أسباب الوجود، كما أنّ تاريخ جمعية الثقافة والفنون الذي بدأ عام 1399ه مع المسرح كان يشجع هذه الأعمال ويقدم أسماء مثل عثمان الصيني وراشد الشمراني وعبدالعزيز الصقعبي، الذين قدّموا أعمالاً في الطائف قبل أن تولد ورشة الطائف المسرحية، إضافة إلى تاريخ شباب الورشة المسرحية في الطائف الذين ساعدتهم أسباب كثيرة في البقاء والاستمرار، ومنها اختلاف التوجهات والهوايات واختلاف أسباب الانتساب للمسرح، لافتاً إلى أنهم لم يأتوا إلى الورشة وكلهم يحبون المسرح، إذ كل شخص كان يحمل هماً خاصاً في نفسه، فيما ذكر أنه جاء للمسرح كي يسافر. وعن الموارد المالية للفرقة بيَّن الزهراني أن إنشاء صندوق استقطاعي للورشة دعم فكرة بقائها كلّ هذه السنين، «فقد كنَّا نأخذ مكافآتنا ونضعها في صندوق الفرقة، لذلك كنّا نشارك في كل المهرجانات السعودية»، مما ساهم في حضور الفرقة والتعريف بها. وأضاف أن الورشة واجهت عقبات كثيرة ومشكلات، إلاّ أنهم كانوا يتغلبون عليها، لأنّ الهدف أمامهم كان واضحاً، حتى حققت عديداً من المكاسب والجوائز خلال ربع قرن هو تاريخ الورشة، إضافة إلى تراكم الخبرات في كل زاوية من زواياها سواء على مستوى العروض أو الإخراج والكتابة. فيما تطرَّق عبدالعزيز عسيري في حديثه إلى السينوجرافيا، مبيناً أن أبسط تعريف لها هو زخرفة المشهد المسرحي. وقال إنها تُعنى بالمكان وبالفضاء المسرحي، مضيفاً أن السينوجرافي يمتلك نظرة جمالية ويضيف لعمل المخرج عديداً من الجماليات ويقترح له عديداً من الحلول، فجملة واحدة في النص على سبيل المثال يوظفها السينوجرافي في عمله قد تنجح العمل. وعن السينوجرافيين السعوديين، قال العسيري إنّ لدينا أعداداً جيدة، ولكن عليهم ألاّ ينفصلوا عن العمل عن طريق تنمية الثقافة المسرحية. واستعرض العسيري عدداً من الأعمال المسرحية التي قدمتها ورشة الطائف مثل «سفر الهوامش» و «لعبة كراسي» و«المحتكر» التي كانت الحالة السينوجرافية فيها منسجمة مع النص والإخراج.