أكد المستشار القانوني في فرع وزارة العمل بالمنطقة الشرقية محمود بن عصام أفندي أن حالات التسرب الوظيفي وعدم التكيف والانسجام الوظيفي مع بيئة العمل في القطاع الخاص وخاصة من قبل السعوديين يمكن أن يأتي نتيجة عدم تهيئة العاملين وافتقارهم إلى بعض السلوكيات المهنية التي قد تدفعهم إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر على مستقبلهم المهني والوظيفي. وأضاف أفندي في محاضرة أقيمت صباح أمس بالمقر الرئيس لغرفة الشرقية إلى أن بعض السعوديين الراغبين في الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص يجهلون بعض المعلومات التي تساعدهم على معرفة حقوقهم، ولا يرجع ذلك بالضرورة إلى قصور تأهيلهم وإمكاناتهم، ولكن قد يكون بسبب قصور لديهم في المعرفة بنظام العمل. وذكر في المحاضرة التي حملت عنوان (حقوق وواجبات صاحب العمل في نظام العمل) بأن العمل عبارة عن مجموعة من المهام التي يؤديها الفرد الواحد، سواء كان بوسيلة واحدة أو بعدة وسائل، مشيراً إلى أن العمل في الإسلام هو عبادة جهاد وشرف، وهو قبل كل شيء سيرة الأنبياء والمرسلين، وإن من أخلاقيات وقيم الإسلام في العمل هي الاتقان وحسن التعامل والمسؤولية والصبر والمثابرة والتعاون والأمانة وما إلى ذلك. وحول بيئة العمل في القطاع الخاص قال أفندي إن القطاع الخاص يشمل كل الشركات بمختلف كياناتها القانونية التي تقوم بالعمل من أجل تحقيق الربح دون توجيه من الدولة إلا بحدود ما تقتضيه مسؤولياتها تجاه المصلحة العامة، وأن هذا القطاع يتسم بعدة مزايا نابعة من كونه قائما على الربحية وبالتالي التنافس لتقديم أفضل المنتجات والخدمات، لذلك فهو يسعى إلى ترشيد الاستهلاك وخفض التكاليف، والاعتماد على المحاسبة والمسؤولية والمراجعة الذاتية الدائمة، ويتسم بالقدرة على التفاعل السريع مع المتغيرات في البيئة الخارجية كالتغيير في الاقتصاد أو السياسة أو التكنولوجيا أو المجتمع أو تغيير سلوك المستهلك. وأضاف بأن من مزايا القطاع الخاص بأن العمل فيه يأخذ وقتاً أطول نسبياً من العمل بالقطاع الحكومي، لكن معدلات الرواتب أعلى بكثير من الوظائف الأخرى، ويتميز بتفويض الصلاحيات، و يتبنى التدريب والتطوير والارتقاء بخبرات ومهارات العامل وتحفيزه للإنجاز.