يتلخص حلم أهالي مركز صدر وائلة الواقع بتهامة عسير في استكمال الطريق المؤدي لمنازلهم، الذي يبدأ من قرية المعدى بأسفل ضلع، وينتهي عند عقبة ضلع على مسافة تقدر بثلاثين كيلومتراً، ويمر بعدد من القرى، ويسميه البعض الطريق الدولي. وهذا الطريق يهدد حياتهم بالخطر؛ لما يحويه من مخاطر ومنعطفات خطيرة أسهمت في وقوع كثير من الحوادث التي بدورها أدت إلى حالات وفاة. عشرون عاماً من الوعود التي لم تحقق على أرض الواقع.. هكذا تناثرت الآمال من أفواههم في الجولة التي قامت بها «الشرق» قرب هذا الطريق. فقد أبدى سكان مركز صدر وائلة انزعاجهم من عدم اكتمال هذا الطريق؛ حيث يعاني من عدم حماية أو حواجز تقيهم من المرتفعات أو من السيول الجارفة. وأوضح سلطان آل فرحان أن عدة حالات تعرضت للسقوط من فوق تلك المرتفعات. وقال: نجمت عن تلك الحوادث إصابات متوسطة. مشيراً إلى وجود انهيارات للإسفلت على المطلات المرتفعة، وتساقط مستمر للأحجار والصخور في ذلك الطريق، ما يعرض حياة مرتاديه للخطر. وتساءل آل فرحان: لماذا لم يتم عمل مشروع لحماية الطريق الذي يرتاده كثير من أهالي المركز والقرى المجاورة له، بالإضافة إلى عدد من المعلمين والمعلمات الذين يعملون في مدارس المركز. وقال: أغلب هؤلاء الذين يعبرون الطريق بشكل شبه يومي يخشون على حياتهم، نظراً لوجود متعرجات وانعطافات خطيرة، وتساقط الأحجار الكبيرة، خاصة مع وجود حوادث مستمرة يسمعونها، ويشهدها بعضهم. وذكر إبراهيم آل غالب أن المركز في أوقات السيول يصبح معزولاً تماماً عن المراكز القريبة، مؤكداً عدم إمكانية العبور من ذلك الطريق نهائياً عندما تغطيه السيول، ما يجبر السكان على البقاء في أماكنهم وبالتالي تعطل مصالحهم إن كانوا أصحاب أعمال، وعدم تمكنهم من ذهابهم لوظائفهم إن كانوا موظفين أو معلمين. وأضاف: كما يصعب ذلك على الحالات الحرجة أو التي تحتاج إسعافاً طبياً عاجلاً ولا تستطيع الانتظار حتى توقف السيول، ما يسبب مزيداً من حالات الوفاة، أو تفاقم الحالات البسيطة إن لم تتمكن من تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب. وناشد آل غالب سرعة الاهتمام بهذا الطريق وعمل الصيانة اللازمة له، من أجل تجنيب عابري الطريق لهذه المآزق المتوقعة بشكل يومي. وذكر آل غالب أن هذا الطريق يعتبر حلماً لأهالي مركز صدر وائلة منذ ما يزيد عن العشرين عاماً، ولكن العمل عليه كان على غير المتوقع؛ حيث تشكل منعطفاته الصعبة وانهياراته المستمرة، والصخور المتساقطة فيه هاجساً يومياً لمرتادي هذا الطريق الذي يخدم عدة قرى، وهي (مركز صدر وائلة – قرى قبائل ربيعة – قرى قبائل آل حامد – وقرى قبائل بني ماجور تهامة شهران). مؤكداً أن كل هذه القرى تتطلع إلى اليوم الذي يرون فيه حلمهم على أرض الواقع. «الشرق» بدورها تواصلت مع مدير عام الطرق والنقل في منطقة عسير علي بن سعيد آل مسفر الذي اعترف بوجود انهيارات قائلاً: فيما يخص الشكوى من كثرة المنعطفات والانهيارات في الطريق فهناك مواقع تحدث فيها انهيارات، ولم تكن هناك بنود في العقد من حيث عمل حماية للطريق. مشيراً إلى أنه سيتم عمل حماية للطريق قريباً عند تسلم المشروع، وسوف تدخل ضمن أعمال الصيانة الوقائية. أما بخصوص المنعطفات فأوضح آل مسفر أن هناك لوحات تحذيرية ولوحات إرشادية تحدد السرعة المطلوبة. موجهاً اللوم لمرتادي الطريق بأنهم هم مَن لا يلتزمون بهذه السرعة. وقال: هناك عدم تقيد من السائقين بالسرعة المحددة. وأضاف: سيكون هناك استكمال للطريق المقام حالياً، وهو ضمن مشاريع المنطقة، وسيصل إلى رثمة بني ماجور، وسيؤخذ على مراحل حسب الاعتمادات المالية من الوزارة.