لم تعد عقبة ضلع مصيدة لعابريها من قائدي السيارات فحسﺐ بل ﺃصبحت مصدرا للأذى والضرر لأغلﺐ سكان قرى وﺃودية المنطقة، خاصة في الأوقات التي تعقﺐ فصل الخريف؛ فبعد الحوادث الكثيرة التي تسببت فيها العقبة خلال الأعوام الماضية والتي راح ضحيتها كثير من ﺃبناء هذه البلاد باتت الانهيارات الصخرية تشكل (بعبعا) مخيفا لكل السكان في تلك المنطقة، وبدﺃت قصة (ضلع) مع هذه الانهيارات عام 1402 ه، وهو العام الذي شهد ﺃمطارا وسيولا جرفت معها مئات الأطنان من الأعمدة والجسور الخرسانية التي تكونها، وفشلت معها كل محاولات وزارة النقل في تثبيتها ﺃو الإبقاء عليها كما هي، رغم ﺃنها صرفت عليها مبالغ تجاوزت ملايين الريالات في مساحة لا يتجاوز طولها 32 كلم، وعقبة ضلع بشكل عام مزيج من المنعطفات والتحويلات الخطرة التي ما إن يدخلها السائق حتى يشعر برعﺐ يزداد كلما تجاوز إحداها، وتبقى الخطورة الكبرى ﺃثناء اجتياز الطريق نزولا من ﺃعلى العقبة بالقرب من الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير، وهي ا لمنطقة ا لتي تشهد غا لبية حوادث انقلاب وسقوط السيارات من تلك المرتفعات الشاهقة التي نادرا ما يسلم منها ﺃحد. ويعيش ﺃصيبت رضيعة عمرها عشرة ﺃيام، باختناق إثر اندلاع حريق في المبنى السكني الذي ينزل فيه ﺃهلها في الخبر. و نقلت ا لطفلة إ لى مستشفى الثقبة حال وصول الدفاع المدني، و ا ستقر ت حا لتها ا لصحية بعد إ جر ا ء الإسعافات الأولية. تبحث شر طة منطقة الباحة عن خمسة مقيمين من جنسية عربية، حملوا السلاح وحاولوا اقتحام منازل خالية من سكانها في المنطقة لسرقتها. وعندما كشفوا ﺃطلقوا ﺃعيرة نارية ولاذوا بالفرار، ولا يزال البحث عنهم جاريا. معظم سكان تلك المنطقة على حا فة خطر ا لسيو ل؛ فمعظم البيوت التي تم بناؤها في (قرى ضلع وصدر وائلة وصولا إلى مربة) تقع في صدر هذه الأودية. ويشير محمد الوايلي، وهو ﺃحد سكان صدر وائلة التي تقع على بعد 15 كلم من ﺃبها (ﺃسفل ضلع)، إلى ﺃنهم ﺃصبحوا يعيشون على هاجس السيول عاما بعد عام، رغم تكرار مطالباتهم بإيجاد آلية لمنع هذا الخطر المحدق، وهو نفس ما ذهﺐ إليه مانع فرحان الوائلي الذي ﺃكد ﺃن السيول الأخيرة التي شهدتها المنطقة تسببت في عزل بعض القرى عن كثير من المناطق المجاورة لها؛ لدرجة ﺃن السكان لم يستطيعوا العبور إلى الطريق الرئيس الذي يربط بين قرى ﺃبها وجازان، وﺃضاف: "رغم وجود خمس عبارات إلا ﺃنها لم تمنع الخطر الذي يواجهه السكان في كل موسم من مواسم الأمطار". وقال علي محمد: "كل طلاب صدر وائلة يدرسون في مدارس غير آمنة، وجميعها معرضة لخطر السيول الغزيرة التي تنحدر عليهم في كل عام"، وناشد الجهات المختصة بتشكيل لجنة لدراسة ﺃوضاع قرى صدر وائلة خصوصا ما يتعلق بمجاري السيول. وكان الأمير فيصل بن خالد ﺃمير منطقة عسير وجّه بتشكيل لجنة من جهات حكومية عدة لحصر الأضرار التي لحقت بتلك القرى وتكليف رؤساء المراكز ومحافظي المحافظات بحصر الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول وتشكيل لجان للوقوف على الأضرار وإجراء اللازم حيال التعويضات، كما تم تعويض كافة متضرري (ضلع) خلال الأعوام الماضية من المواطنين والوافدين ممن ﺃتت عليهم السيول في وادي ضلع.