ما بين الخيام المتهالكة ومنازل الصفيح يعيش أهالي قرى السادة في منطقة جازان، في عزلة عن الخدمات والمشاريع التنموية التي لم تعرف طريقها إلى القرية حتى الآن، وبالرغم من أن المسافة الفاصلة بين القرية ومحافظة الريث لا تتجاوز 15 كلم، إلا أن القرية لا تزال متخلفة تنمويا عن ما جاورها من القرى. يقول مداهي علي المشيفي من أهالي القرية، تمتد قرى السادة عبر الجبال والأودية وسكانها بحاجة ماسة لإنشاء مركز صحي يقدم خدماته الطبية للمرضى والمراجعين، ولقد تقدمنا بطلب إنشاء مستوصف للجهات المعنية منذ أكثر من عشرة أعوام، ولكن لا زالت القرى دون مستوصف أو مركز صحي ما يزيد من معاناة المرضى. وأشار يحي متعب المشيفي، إلى عرض المطالب بإنشاء مستوصف على المجلس البلدي، وتم رفعها للجهات المعنية، ولكن الوضع لا زال كما هو حتى الآن. وأضاف يزورنا بين الحين والآخر فريق طبابة يؤدي عمله على اكمل وجه، ولكن توجد بعض الحالات الضرورية والطارئة التي تستوجب النقل إلى مستوصف أو مستشفى. وذكر حميدي محمد، أن طفل أحد أقاربه لدغه عقرب سام، وتوفي في الطريق قبل الوصول لمستشفى الريث، ما يؤكد ضرورة إنشاء مستشفى أو مستوصف في القرى. صخور متساقطة يقول عبد الرحمن المشيفي من أهالي القرية «نعاني من الطريق الرئيس الذي تسبب في العديد من الحوادث المرورية المميته لمنعطفاته الخطرة، فضلا عن الصخور المتساقطة عليه وخاصة خلال هطول الأمطار». وأضاف قدمنا عدة خطابات للجهات المعنية لوضع حواجز تمنع تساقط الصخورعلى الطريق، ولكن لا يزال الوضع على حاله حتى الآن. وأشار يحيى فرحان المشيفي إلى عزلة قرى السادة عن العالم الخارجي عند هطول الأمطار لتساقط الصخور على الطريق العام الذي انتظروا تنفيذه 15 عاما. وأرجع تساقط الصخورعلى الطريق إلى تنفيذه في جبل ذي صخور هشة تتساقط بمجرد هطول الأمطار لغياب الموانع التي تصدها عن الطريق. مغوي أحمد المشيفي يقول: فصل العديد من أهالي قبائل آل مشحنة وآل مسعود وآل النجاد، أبناءهم من مدراس القرية خوفا عليهم من خطورة الطريق الذي تتهاوى عليه الصخور من حين لآخر. ويعتبر موسى المشيفي أن مشكلة الطريق لاتقتصر على تساقط الصخور، بل تتجاوزها إلى وجود منعطفات خطرة لاداعي لوجودها، فالطريق منبسط وليس بحاجة إلى منعطفات تتسبب في حوادث مرورية قاتلة. وانتقد مجحود المشيفي تنفيذ الطريق بهذه الطريقة العشوائية، خصوصا أن الشركة المنفذة وضعت عبارات على الأودية ثم أغلقتها بصبات خرسانية ما أدى إلى تسرب المياه إلى الطريق، مطالبا الجهات المعنية بمعاقبة الشركة المنفذة للطريق كونها صممت الطريق بطريقة خطرة تدل على لا مبالاتها بأرواح المواطنين، متسائلا عن سبب إغلاق العبارات بالرغم من مساهمتها في تخفيض نسبة الحوادث. منصور الوافي (معلم في مدرسة السادة) يقول تنقطع الدراسة في المدراس لعدة أيام بسبب تساقط الصخور وإنقطاع الوادي الموصل إلى المدرسة، وأضاف كاد أحد المعلمين أن يفقد حياته لولا العناية الالهية، وذلك عندما داهمه السيل وهو في طريقه للمدرسة، حيث سارع المواطنين بإخراجه من السيارة التي جرفها السيل لأكثر من 2 كيلو، مطالبا بلدية الريث بإيصال الأسفلت إلى بقية قرى السادة، خصوصا أنه لم ينفذ منه سوى عشرة كيلو مترات. إنشاء مدارس ويطالب شوهان حسن المشيفي بتوفر مدارس في القرى التي يقطنها أكثر من ستة آلاف نسمة، خاصة أنه لايوجد في القرية إلا مدرسة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة للبنين، ومدرسة لمرحلة الابتدائية للبنات. وأشتكى صعوبة التنقل بين الأودية والجبال للوصول إلى المدارس التي تقع خلف الوادي، لاسيما خلال هطول الأمطار التي تمنع طريق الوصول إلى المدارس، فضلا عن تسببها في العديد من الحوادث المرورية. وأضاف سبق وتقدمت بطلب لبلدية الريث؛ لإقامة جسر يربط بين جانبي الوادي لمساعدة الطالبات والطلاب على الوصول إلى مدارسهم، ولكن الوضع لازال كما هو حتى الآن. عواض حسن علي يقول «يجب افتتاح مدرسة للمرحلتين المتوسطة والثانوية للبنات، حتى يتسنى لهن إكمال تعليمهن، حيث إن الكثير منهن اضطررن إلى ترك الدراسة بعد المرحلة الابتدائية، لعدم تمكنهن من السكن والإقامة في محافظة الريث لضعف الإمكانيات المادية». حاجة للمياه ويعتبر منصور راعي المشيفي، أن الآبار التي تم حفرها لا تفي باحتياجات الأهالي من المياه، فهناك العديد من القرى كالعوصاء، وطفشة السلمين وغيرها بحاجة ماسة لتأمين المياه، كما أن العديد من الآبار الموجودة لم تتم صيانتها ما دفع الأهالي للشرب من مياه الأودية التي ثبت عدم صلاحيتها، مشيرا إلى اعتماد العديد من الأهالي على جلب المياه من محافظة الريث على نفقتهم الخاصة، ما كبدهم خسائر مالية فادحة، منتقدا عدم توفير سقيا لسكان القرى من قبل فرع المياه في المحافظة. مركز للملاريا ويطالب حسن بن علي (من مشايخ قبائل آل المشيفي) إنشاء مركز للملاريا، وتركيب مضخات للآبار، والعناية بمسجد القرية كونه لا يحظى بأي دعم أو خدمات من قبل فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والمساجد بالرغم من تسلمه بصك شرعي. وأضاف يجب على بلدية محافظة الريث توفير حدائق ومنتزهات عامة للأهالي، وتجهيز ملاعب للشباب الذين أتخذوا من الشارع العام في بداية قرية السادة متنفسا لهم، إضافة إلى سفلتة الطرقات المؤدية إلى القرية، وتسوير المقابر التي بدأت معالمها تندثر، ما جعل الحيوانات الضالة تتجول داخلها دون احترام لحرمة الموتى. مشاريع مستقبلية من جانبه، أكد رئيس بلدية محافظة الريث المهندس براهيم الحفظي تنفيذ العديد من المشاريع قريبا في جميع المحافظة، تتضمن مشاريع لدرء أخطار السيول ستحل العديد من المشكلات التي تعاني منها قرى السادة. وأوضح مسؤول الشركة المنفذة لطريق قرى السادة أن الصخور تتساقط على الطريق خلال هطول الأمطار الشديدة فقط، وتتم إزالتها بأسرع وقت ممكن.