مستغلة العاصفة الثلجية الشديدة، بدأت قوات النظام السوري حملة عسكرية ضد مقاتلي المعارضة في منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق والتي دخلها مقاتلون معارضون قبل أيام. وتشهد المنطقة الواقعة على إحدى الطرق الرئيسة المؤيدة الى دمشق، اشتباكات عنيفة وقصفا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهة أخرى، افاد المرصد عن قيام مقاتلين «جهاديين» مرتبطين بتنظيم «القاعدة»، بخطف 120 كرديا على الاقل في شمال سورية. ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله أنه بعد استطلاع دقيق وضربات نارية مركزة، بدأت وحدات من القوات المسلحة صباح الجمعة بتنفيذ عملية شاملة وساحقة على اتجاه عدرا في ريف دمشق بعدما أحكمت الطوق على المنطقة وبدأت باقتحام الأماكن التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة. واكدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان اذاعه التلفزيون الرسمي مساء الجمعة، ان العملية العسكرية في عدرا «مستمرة حتى القضاء الكامل» على المسلحين. من جهته، افاد المرصد السوري في بريد الكتروني عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة اخرى، في محيط مدينة عدرا العمالية»، تزامنا مع قصف قوات النظام «المناطق القريبة من المخفر والمقسم» في عدرا. وكان مقاتلون اسلاميون دخلوا المدينة الاربعاء حيث هاجموا مراكز عسكرية، في معارك ادت الى مقتل 18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد السوري. وافاد المرصد الخميس عن مقتل 15 مدنيا على الاقل معظمهم من العلويين في هجوم المعارضة المسلحة على المدينة بين الاربعاء والخميس. وبين القتلى هناك على الاقل خمسة علويين قتلوا حين هاجم مسلحو المعارضة مخبزا يعملون فيه واشتبكوا مع قوات الدفاع الوطني التي تتولى حماية المكان، بحسب المرصد. وقال سكان لوكالة فرانس برس ان المدنيين العشرة القتلى الاخرين تم قتلهم لانهم اعتبروا من المتعاونين مع النظام. أطفال سوريون مشردون يلهون بالثلج وسط أجواء عاصفة في حلب (أ.ف.ب) وتضم المدينة خليطاً من السنة والعلويين والدروز والمسيحيين. والجمعة، افاد المرصد ان رجلا شيعيا وافراد عائلته قتلوا بعدما رمى قنبلة على مقاتلين معارضين اقتحموا منزله في عدرا. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان «الرجل الذي رأى المقاتلين يقتحمون منزله، رمى قنبلة في اتجاههم»، وان انفجارها ادى الى «مقتله وزوجته وابنه وشقيقه، اضافة الى اثنين من المقاتلين». وتأتي هذه المعارك في وقت حقق النظام تقدما خلال الاشهر الماضية في ريف دمشق، مع استعادته السيطرة على عدد من معاقل مقاتلي المعارضة في ريف دمشق، لا سيما جنوب العاصمة وفي منطقة القلمون الاستراتيجية (شمال) الحدودية مع لبنان. وفي شمال البلاد، قال المرصد ان «الدولة الإسلامية في العراق والشام قامت بخطف ما لا يقل عن 120 مواطناً كردياً بينهم ست سيدات على الأقل» من قرية احرص في ريف مدينة اعزاز الواقعة في محافظة حلب. واشار المرصد الى ان عناصر هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة «اقتحموا القرية فجر الجمعة، وصادروا عدداً من الأسلحة الفردية، وقاموا باقتياد المخطوفين إلى جهة مجهولة». وتكررت حوادث مماثلة في الفترة الاخيرة، وهي تأتي تزامناً مع معارك عنيفة تدور منذ أشهر بين المقاتلين الجهاديين ومسلحين أكراد في شمال سورية وشمال شرقها، والتي تمكن خلال الأكراد من طرد»الجهاديين» من مناطق واسعة، لا سيما قرب الحدود مع تركياوالعراق. وأوضح المرصد أن «الجهاديين» يفرضون حصارا منذ مطلع كانون الاول/ديسمبر على بلدتي عين العرب (كوباني) وعفرين ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، في حين تدور اشتباكات يومية بين الطرفين في ريف مدينة تل ابيض في محافظة الرقة (شمال). وتعرض 50 كردياً على الأقل للخطف على أيدي «الجهاديين» مطلع هذا الشهر في ريف حلب، في حين خطف أكثر من مئتي كردي من المحافظة نفسها في تموز/يوليو الماضي على أيدي مقاتلي «الدولة الاسلامية»، بحسب المرصد.