كشف المعارض السوري، أحمد رمضان، أن جولة المفاوضات الصباحية في «جنيف- 2» أمس الأحد بين وفدي السلطة والمعارضة السورية كانت «استفزازية» من قِبَل رئيس وفد السلطة، بشار الجعفري، تجاه وفد المعارضة ما أغضب المبعوث الأممي- العربي، الأخضر الإبراهيمي، «فطالبه أكثر من مرة أن يكون أكثر اتزاناً». وأوضح المعارض رمضان أن «الجعفري خاطب وفد المعارضة بطريقة استفزازية كقوله من أنتم ومن تمثلون، نحن الحكومة الشرعية ونحن نمثل الشعب السوري ونؤثر في الأرض». وأضاف «بدا وفد النظام في جلسة الصباح متوتراً بعض الشيء ومتشدداً في موضوع دخول مساعدات إنسانية إلى مدينة حمص متحججاً بوجود مسلحين في بعض الأحياء وأن ذلك يشكل خطراً على قوافل المساعدات، إلا أن المعارضة ردت بالقول إنها تضمن ذلك أمام الأخضر الإبراهيمي». في السياق نفسه، قالت المستشارة السياسية للرئيس السوري، بثينة شعبان، صباح أمس رداً على أسئلة الصحفيين إن وفد المعارضة الموجود في جنيف «لا يمثل إلا فئة صغيرة من المعارضة»، متسائلةً «لماذا لم تتم دعوة المعارضة الوطنية الإيجابية الموجودة في الوطن؟ نسأل الموجودين هنا كم سورياً يمثلون؟». من جانبه، أعلن الأخضر الإبراهيمي أن «النظام السوري سمح للنساء والأطفال المحاصرين منذ أشهر في حمص (وسط) وتحديداً في مدينتها القديمة بمغادرة هذه المدينة». وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي أمس إن «الحكومة السورية بلَّغتنا أن النساء والأطفال يستطيعون المغادرة فوراً»، مضيفاً «هناك أمل أنه اعتباراً من الإثنين، تستطيع النساء والأطفال مغادرة حمص القديمة». وبحسب معارضين سوريين، فإن قافلة المساعدات الإنسانية تنتظر على حدود محافظة حمص من طرف العاصمة دمشق بمساعدة الأممالمتحدة وهي مؤلفة من 12 شاحنة كبيرة. وعن جدول أعمال «جنيف- 2» اليوم، أفاد الأخضر الإبراهيمي بأنه سيجتمع مع طرفي الصراع في سوريا صباح الإثنين لإجراء محادثات «سيجرون معظمها من خلالي»، مبيَّناً أن «الحكومة السورية طلبت من المعارضة تقديم قوائم بالمحتجزين لدى الجماعات المسلحة المختلفة، وأن وفد المعارضة وافق». وتوقع الوسيط أن يصدر طرفاً التفاوض اليوم «بياناً عاماً بشأن طريق المضي قدماً» في المحادثات السياسية في جنيف. وبخصوص المعتقلين، أكد المعارض أحمد رمضان أن وفد المعارضة قدم وثائق بآلاف المعتقلين بينهم 1300 طفل قال عنهم بشار الجعفري «إنهم إرهابيون وكانوا يتجسسون على الجيش التابع لنا». وبيَّن المعارض السوري أن «من قوائم المعتقلين نحو ألف من النساء، ومن الغريب أن يطالب وفد النظام مبادلة معتقليه العسكريين لدى الجيش السوري الحر بالمعتقلين السوريين المدنيين كما فعل الجعفري» خلال جلسة أمس الصباحية. وقال إن الإبراهيمي هو الذي طلب أن تكون جلسات مساء أمس منفصلة «لاسيما بعد سلوك واستفزازات رئيس وفد النظام بشار الجعفري». وتابع «إن تعنّت النظام وأنه لم يتجاوب أو يستجيب للمطالب المقررة في جنيف-1، فإن المجتمع الدولي سيكون خلف السوريين بالمرصاد له وسيُفاجأ كثيراً خلال الفترة القليلة المقبلة فعلاً إذا لم يلتزم»، رافضاً الإفصاح عما قال إنها « مفاجأة غير سارة للنظام» جاهزة إذا لم يتجاوب. وتابع رمضان «المجتمع الدولي موجود كله في كواليس جنيف عبر رجالاته، إنه جدي جداً، نحن هنا لإقناع العالم بحل سياسي، إذا لم ينخرط فيه نظام بشار الأسد فإنه سيُفاجأ حقاً». وخلال الجلسة المشتركة مع النظام في حضور الوسيط الدولي أمس، طالب وفد المعارضة إلى «جنيف-2» بالإفراج عن القيادي في المعارضة المقبولة من النظام المعتقل في دمشق، عبدالعزيز الخير، لينضم إلى وفد المعارضة المفاوض. والخير عضو بارز في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، وهي هيئة معارضة تتخذ من دمشق مقراً لها وهي مقبولة من النظام. وتحتجز السلطات السورية الخير الذي أوقف مع شخصين كانا برفقته بعيد خروجه من مطار دمشق عائداً من زيارة إلى الصين، ولم يُعرَف عنه شيء منذ سبتمبر 2012. ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة أمس في الأحياء الواقعة على أطراف مدينة دمشق لا سيما في جنوبها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة دارت في حي جوبر (شرق) ومنطقة بورسعيد في حي القدم (جنوب)». وأوضح أن المعارك في القدم دارت بين قوات نظام الأسد وعناصر الدفاع الوطني الموالين لها من جهة، وعناصر من جبهة النصرة الإسلامية (الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا) وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى. وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن القوات النظامية قصفت أمس منطقتي بورسعيد والمادنية في حي القدم. وفي مدينة حلب (شمال)، أفاد المرصد السوري عن مقتل فتى في الخامسة عشرة من العمر في إطلاق نار من أحد قناصة القوات النظامية. كما قال المرصد إن حصيلة القصف بالطيران الحربي أمس الأول، السبت، على حي الصالحين في المدينة ارتفع إلى 18 قتيلاً بينهم ستة أطفال. وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق، «فارق ستة أشخاص الحياة، بينهم سيدتان وطفل، جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية» في المخيم المحاصر من القوات النظامية منذ نحو 200 يوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أنه بذلك «يرتفع عدد الشهداء الذين فارقوا الحياة منذ يونيو 2013،إلى 75 بينهم 24 سيدة وأربعة أطفال»، في المخيم الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على غالبية أحيائه.