إن قراءة مخطط استعمالات الأراضي للمدينة الكبرى تضر المواقع التي يجب أن تفصل خارجها لكونها مصدراً للأخطار ثم إن علينا أن نضع الاشتراطات البنائية والتنظيمية التي تمنع هذه الاستخدامات وتقيد مواقعها وتحددها . علينا أن نبدأ بتحديد الاستعمالات التي يسمح بتواجدها داخل الحي السكني من حيث نوعها ومساحتها وخصائصها ونسبها بصورة تفصيلية، وكذلك على مستوى المدينة بصورة عامة وبالنسبة للاستعمالات القائمة يجب التعامل معها وفقا لسياسات الازالة والاحلال بمعنى إزالة الاستعمالات التي يترتب عليها آثارا سلبية خطرة على البيئة العمرانية وإحلالها باستعمالات ملائمة حضرية تتوافق مع الاستعمالات القائمة وتسد أوجه القصور وتلبي الاحتياجات المستقبلية . ومن أمثلة الاستعمالات الخطرة محطات الوقود ومخازن الغاز والورش بأنواعها وبعض الصناعات الملوثة داخل المدينة أو الحي السكني، كذلك الأنفاق والكباري والتقاطعات لعيوب تصميمية أو لسوء الطرق واشغالات الطرق للباعة والحرفيين والتجمعات البشرية الضخمة في بعض الأوقات وما ينتج عنها من تلوث بيئي والعديد من المشاكل الاجتماعية . أيضا المناطق العشوائية التي تؤوي نوعية من الوافدين والمقيمين بصورة غير نظامية والأنشطة التي يمارسونها في هذه المواقع مما يجعل منها بؤرة للجريمة والفساد , علينا أن نبدأ فورا بإعادة تخطيط هذه المناطق العشوائية وإعادتها إلى المدينة كياناً صالحا عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا. كذلك يجب أن تتضمن الاشتراطات البنائية تحديد اشتراطات الموقع الملائم لكل استخدام من حيث المساحة والعناصر وخصائص الاستخدام وترك مسافات عازلة بين الاستخدامات الخطرة مثل مخازن الغاز ومحطات الوقود. وان توزيع مراكز الأحياء بصورة تغطي كافة أرجاء المدينة وان تقسيم الأحياء إلى وحدات مجاورة ومجموعات سكنية وتدرج المراكز الفرعية والثانوية يعطي الفرصة الكاملة للتعارف المحكوم بالقيم بما يحقق ترابطا اجتماعيا وبعداً أمنياً هاماً يغيب عن بعض المواقع التي تخلو من هذه المراكز بنوعياتها . وعندما نرجع إلى مصادرنا نجد أن تخطيط المدينة ارتكز في العشرينات وحتى الآن على فكرة المجاورة السكنية والتي أساسها التخطيطي البعد الاجتماعي والمدرسة الاساسية وفي المفهوم الحديث وحدة بناء المدينة وحدة تخطيطية أساسها مركز للخدمات الاساسية يستطيع الفرد أن يحصل على احتياجاته اليومية في حدود مسافة السير وبين الفكرتين قاسم مشترك وهو البعد الاجتماعي وتوفير الخدمات اليومية. حيث إن التخطيط عندما يرتكز على التعارف الاجتماعي في الحيز التخطيطي سوف يمكننا من رصد أي كيان غريب على هذا المجتمع لكي يبقى لمجتمعنا أمنه وسلامته على مر الأيام.