من كان ينظر لدكتي احتياط فريقي الهلال والأهلي في نهائي كأس الأمير فيصل يوم الخميس الماضي سيتنبأ بلا شك بأن الفوز لن يبتعد عن الأزرق الذي كان احتياطه يضم لاعبين بحجم نواف التمياط وعبداللطيف الغنام وأحمد الصويلح مقارنة بلاعبين أقل نجومية في جانب احتياط النادي الأهلي. لعل مايميز الهلال هذا العام هو أن الفريق الأولمبي والذي كان من المفترض أن يعد كفريق رديف للفريق الأول أصبح أكثر قوة وترابطاً من ذي قبل، ساعد في ذلك أن الإدارة الهلالية خصصت جهازاً فنياً وإدارياً مستقل للفريق الذي شارك في بطولة كأس الأمير فيصل بينما كان الفريق الأول متواجداً في البرتغال مع جهاز فني وإداري آخر، ولعل القارئ يتذكر كيف قدم الفريق الأولمبي مستويات مميزة ونتائج رائعة أمام الفرق التي يقابلها في البطولة والتي كانت تلعب بفريقها الأول. يبدو الوضع الآن مستقراً لإدارة الهلال فيما لو ارتبط الفريق الأساسي بمشاركة في بطولة خارجية ، وأحيي في هذا الجانب رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل الذي يؤكد مراراً في وسائل الإعلام برفضه تسمية الفريق الهلالي بالأولمبي، حيث يؤكد بأنه لا فرق بين الفريقين الآن، كلاهما قادر على الانتصارات وتحقيق البطولة، لنقارن حال الفريق الهلالي بأقرانه في الأندية الأحد عشر التي تشاركه في دوري المحترفين، بعض الفرق التي تصنف من (الكبيرة) مازالت غير قادرة على تكوين فريق واحد متكامل فما بالك حينما يكون الأمر تشكيل فريقين متكاملين. ماينقص الهلال حالياً هو الالتفات قليلاً إلى الصفوف الخلفية ، فخط الدفاع الأزرق وخصوصاً منطقة (قلب الدفاع) مازالت مقيدة فقط بتواجد المفرج والمحترف البرازيلي تفاريس، كفاءة قلبي الدفاع في الفريق الأولمبي أقل من المستوى الذي يظهر فيه قرناؤهم في الصفوف الأخرى، ولعل تجربة الهلال الناجحة جداً في شراء اللاعبين صغار السن من اندية الدرجتين الأولى والثانية كالعنبر والصويلح تجبر إدارة الهلال لمواصلة التجربة في خط الدفاع واستقطاب النجوم الواعدة التي تبرز في أندية الناشئين وذلك حتى تتم الاستفادة منه لفترات طويلة ، فالعنبر الآن هداف الكرة السعودية الجديد قادر الآن على خدمة الفريق الأزرق والمنتخب السعودي لفترة طويلة ربما حتى لعام 2017 بينما لو قارنا الوضع بصفقتي المرشدي القادم من الجبلين وإلياس القادم من أحد سيكون الفارق كبيراً إذا ما علمنا بأن عمر ياسر إلياس يتجاوز الثامنة والعشرين. تبقى الآن الكرة في ملعب المدرب » باكيتا » وقدرته على صنع توليفة من هذين الفريقين حيث أن الابتعاد عن التمثيل الرسمي للفريق سيضر اللاعب الذي هو بحاجة إلى لعب مباريات رسمية حتى يبقى على مستواه ثابتاً، ولنتذكر كيف كان حال المدافع الهلالي فهد المفرج قبل سنوات حينما كان يلعب مباراة ويغيب ثلاثاً أو أربعاً وربما عشرة.. والآن لنتأمل كيف أصبح مستواه مميزاً بعدما لعب لفترة طويلة. اذا ما استمرت السياسة الزرقاء بنفس هذا المنوال فهذا بلاشك ينبئ عن مستقبل هلالي في احتكار البطولات متى ماتوافق ذلك مع استقرار إداري ودعم مادي من أعضاء الشرف. البطولة الهلالية التي تحققت يوم الخميس الماضي لم تكن نتاج (حماس) نجوم.. أو اجتهاد مدرب.. بقدر ماكانت تعكس واقعاً إدارياً منظماً تمثل حتى في طريقة تتويج الفريق بالكأس حينما طالب الأمير الشاب من الثلاثي (مازن الفرج وخالد عزيز ونواف التمياط) بحمل الكأس سوية كون أن الثلاثة تولوا قيادة الهلال طوال مشوار البطولة. [email protected]