أكد عبدالمحسن سلمان الهويدي مدير إدارة الموارد البشرية وتطوير الموظفين بصندوق المئوية ل"الرياض" أنّ العمل بروح الفريق الواحد حق يتوجب على المدير والموظف العمل به لضمان الانتاجية في العمل دون معوقات تحد من نجاحه، مضيفاً بأن بعضاً من المديرين يقوم بالعمل على إهانة الموظفين، والتقليل من قيمتهم، إضافة الى تصيد الأخطاء والزلات. وقال الهويدي "نسمع كثيراً بالمشاكل والتعديات والتبجح في العمل والتي تدور في كثير من المنشآت والمنظمات سواء في القطاع العام أو الخاص وغيرها، ونرى ما هو أمرّ من ذلك"، مبيناً أنَ استخدام المدير لصلاحياته والاستغلال السيئ لها بالإضافة الى التطاول في أكثر الأوقات قولاً وعملا يؤدي ذلك الى نفور بين الطرفين، موضحاً أنّ ذلك يتسبب في الشحناء والبغضاء والتنافر في العمل، وهو ما يؤدي الى إهمال الطرفين لأعمالهم ويؤثر على مصلحة العمل. وأشار عبدالمحسن الى أنّ التصيد لزلات الموظفين، والانصات الى القيل والقال، جميعها عوامل لا تليق بالمديرين الذين يجب عليهم التقيد والعمل بواجباتهم العملية، وعدم الالتفات الى السلطة التي أعطيت له لأجل أن يمارس التآمر، والتصرف بتصرفات لا تليق بمكانته في مقر عمله، من خلال تفضيله لموظف دون آخر تحت مسمى المحاباة، لافتا الى أنه يجب عليه البحث عن الحلول، والتعامل بفن الإدارة، والتعامل مع الآخرين، وفن حل المشكلات، والحنكة الإدارية والقيادية. وبيّن الهويدي أنّ هناك نوعاً من المديرين يتبع طرق الاستفزاز في القرارات التعسفية، وضغط الموظف في العمل فوق طاقته، مبيناً أنّ النتيجة ستكون سلبية، لعدة أسباب تتثمل في إدخال المشكلات الشخصية في إطار العمل، من خلال قيام بعض المديرين بالتركيز على إضعاف التقييم السنوي للموظف، حتى ولوكان ذلك الموظف مثالياً وناجحاً في عمله، مما يتسبب في خروجه والبحث عن عمل آخر لأجل أنّ يتحاشى ذلك المدير. ولفت الهويدي الى أنّ لبعض الموظفين نصيباً من تلك الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض المديرين، تتمثل في كونه موظفاً متسيباً، يعمل على خلق المشاكل ما بين زملائه، ويبداً يومه متبلدا، واضعاً نفسه رهينة الكسل، ووضع الصعاب أمام نفسه، ومحاولته لأن يكون منافساً لمديره، من خلال إصراره على الانفراد برأيه، ومن يخالفه بذلك يقوم بالتطاول عليه، وهو ما يتسبب في خلق المتاعب لزملائه أومسؤوليه في العمل، موضحاً أن ذلك الموظف تكون شخصيته متحولة الى الانتقام من أجل لا شيء، مشيراً الى أنّه خلال تلك المشاكل، يأتي دور عمل الفريق، إذ انه لابد من كسر الحواجز بين المدير وموظفيه، وفتح الأبواب للنقاش البناء، ودراسة الايجابيات والسلبيات، ووضع الأهداف والعلاقات العملية أمام أعينهم لبناء علاقات اجتماعية داخل بيئة العمل لأجل أنّ تكون جاذبة، مضيفاً بأنه على فريق العمل أن يكون واعياً في التصرفات التي يقوم بها، وأنّ يعمل على تصحيح الاخطاء، وتطبيق العدل والمساواة، ودعم مسيرة العمل بروح التنافس الشريف والتعامل الراقي. وناشد عبدالمحسن الهويدي بعض المديرين مراعاة مشاعر الموظفين، والتقرب منهم، والتماس حاجاتهم، من خلال تقدير الذات فيهم، وتحفيزهم والعمل معهم بروح الفريق، مضيفاً بانه يجب أيضاً على الموظف معرفة مهام عمله، والتعاون مع شركاء نجاحه في العمل، واكتساب المهارات والخبرة الاحترافية في العمل مع مديره المباشر وتحقيق الأهداف لنجاح العمل، مبيناً أنه لابد من الإدارات العليا من تحليل المشكلات بين الأطراف في المنظمة وفق أنظمة ولوائح وسياسات أخلاقية، وأنّ تعي ذلك وتعمل على معالجتها وتحسين العلاقات الوظيفية، ونشر ثقافة العمل البناء ليصبح العمل محفزاً للجميع وفق فريق عمل ناجح.