الرياضة وسيلة سامية للتنافس الشريف بين الأمم لإبراز المواهب والمتعة والتسلية، ولكن ما يخرج الرياضة عن أهدافها السامية هو ما نشاهده من بعض الظواهر التي لا نتمنى رؤيتها في دوري (عبداللطيف جميل) لهذا العام ومنها ظاهرة القزع التي تعتبر دخيلة على مجتمعنا المحافظ الذي يرفضها ويطالب بالقضاء عليها قبل استفحالها واقتداء أبنائنا الصغار بها، شاهدنا للأسف من يقص ما يسمى بالقزع ويتباهى بها بين صحبه في تقليد أعمى للاعبه المفضل في غيبة من مراقبة الأهل، لذا فنحن في حاجة ماسة لوقفة صادقة لحماية شبابنا من هذه الظواهر المقززة وغير المألوفة في مجتمعنا المسلم بمنعها في ملاعبنا، ونأمل من رعاية الشباب التعامل معها بحزم، ونتمنى من لاعبينا الاهتمام بمستواهم في الملعب وتقديم المستويات الجيدة بدلا من التقليد الأعمى والركض المجنون خلف تلك التقليعات الغريبة. ظاهرة أخرى نتمنى عدم مشاهدتها وهي تجمهر بعض الإداريين حول الحكم بين الشوطين أو عند نهاية المباراة في محاولة واضحة للاعتداء عليه أو التأثير على مجرى المباراة والتلفظ عليهم في مظهر غير حضاري ولا يمت إلى الأخلاق الرياضية بصلة، ونشاهد مع الأسف تعصب بعض الجماهير لفريقها وخروجها عن النص أحيانا بترديد بعض الهتافات المسيئة للفرق الأخرى، ويتقزز الانسان العاقل المتربي من سماع بعض الهتافات التي يتم ترديدها في جنبات الملعب، والغريب أنها لا يمكن أن تحدث من شخصية سوية فما بالك إذا كانت تصدر مع الأسف من شخصية تنتمي إلى الدين الإسلامي الذي يذم مثل هذه التصرفات ويحث على مكارم الأخلاق والمثالية في التعامل وينبذ التعصب البغيض ويندد به، لأنه يجلب الفرقة والشتات ويجر إلى ويلات لا تحمد عقباها، ايضا الدين الإسلامي يدعو إلى وحدة الصف والاجتماع ونبذ الفرقة والشتات لما لها من دور في إثارة البغضاء بين أفراد المجتمع وبين أفراد الأسرة الواحدة نتيجة للانتماءات المختلفة للأندية الرياضية لاسيما حينما يوجد التعصب المقيت اذ نشاهد التناحر بين أفراد الأسرة الواحدة نتيجة لفوز ناد على حساب آخر أو هزيمة ذلك النادي المفضل للبعض وهذا ما لا نريده، فالرياضة تجمع ولا تفرق ومتى ما كان هناك الوعي الكافي لدى الجمهور الرياضي فإنها تساهم في سمو الأخلاق وترفعها عن الصغائر لذلك لا بد من تكثيف التوعية بمثالية التشجيع لدى الجماهير الرياضية ونبذ التعصب الأعمى والالتزام بأخلاقيات التشجيع من الجميع لكي تختفي المشاهد غير المحببة للنفس من ملاعبنا وتختفي المناظر السيئة التي نشاهدها ومع الأسف تتكرر مع نهاية كل مباراة إلى غير رجعة ولنقدم للجميع مثالا يحتذى في نبذ التعصب والمثالية في التشجيع.