تواصل كبريات الشركات الألمانية خططها المكثفة لإقامة مشاريع مشتركة في مدينة الجبيل الصناعية بالتحالف مع كبريات الشركات السعودية لبناء مصانع سواء في شق الصناعات الأساسية أو التحويلية وفي قطاعات البتروكيماويات والطاقة وصناعة قطع الغيار والمنتجات الكهربائية والالكترونية ونقل التكنولوجيا وتقنيات التصنيع المتخصصة. وتحاول الشركات الاستفادة من خطط المملكة التي بدأت التركيز على الصناعات التحويلية والتي يقام أكبرها تجمعاً في منطقة الصناعات البلاستيكية الكيميائية (بلاس كيم) والتي تشيد إلى جانب شركة صدارة بالجبيل2، ومن المقرر أن تدعم الصناعات المخطط إنشائها من خلال مجمعها الضخم للكيميائيات بتكلفة 75 مليار ريال. وأعلن مفوض الصناعة والتجارة الألمانية لدى المملكة والبحرين واليمن أندرياس هيرجنروتر عقب زيارة وفد تجاري ألماني للهيئة الملكية بالجبيل أول امس بأن الوفد قدِم للمملكة من ولاية رينويستفاليا، وهي أكبر منطقة في ألمانيا، ولديها سادس أكبر ناتج محلي إجمالي في أوروبا، وهي من أهم المناطق الصناعية في القارة الأوروبية، مشيرا إلى أن المفوضية تروج منذ سنوات لمدينة الجبيل الصناعية كوجهة اقتصادية، وقامت مع بداية 2014 بافتتاح ثاني مكتب لها في المملكة في مدينة الجبيل، ولديها موظفان في الجبيل يروجان للهيئة الملكية كوجهة استثمارية لنقل التقنية، وهما يعملان جنبا إلى جنب مع مكتب المفوضية في الرياض.وتدخل حالياً شركات ألمانية عملاقة في قطاع البتروكيماويات وبناء المصانع في تحالفات قوية مع الشركات السعودية بالجبيل الصناعية تتمثل في العديد من المصانع البتروكيماوية الضخمة التي ظفر الجانب الألماني بالمشاركة في ملكيتها إضافة للتقنيات المرخصة لعدة شركات بتروكيماوية سعودية التي عززت الثقة بالقدرات الألمانية الصناعية واكسبتها هيمنة وتواجد قوي في السوق السعودية التي تنعم بتكامل البنية التحتية والتجهيزات الأساسية إضافة إلى مزايا التسويق والتصدير. وهناك مساع ألمانية حثيثة لتقوية العلاقات الاستثمارية الألمانية السعودية وتطويرها إلى آفاق أرحب من النمو، حيث تمثل النهضة الصناعية والقوة الاقتصادية التي تنعم بها المملكة ولا سيما ضخامة حجم المشاريع البتروكيماوية والتكريرية والتعدينة بالجبيل ورأس الخير جذباً للتواجد الألماني في عدد من تلك المشاريع، حيث إن الفرص الاستثمارية التي أطلع عليها الوفد تبدو مناسبة جداً ومثالية لقيام مشاركات مربحة للجانبين في ظل الانفتاح الهائل للاقتصاد السعودي والتشجيع القوي من حكومة المملكة لدعم الصناعات التحويلية والصغيرة والمتوسطة. وكان الوفد التجاري الألماني قد بحث مع مسؤولي الاستثمار بالهيئة الملكية بالجبيل الفرص المتاحة للاستثمار في مدينة الجبيل الصناعية، مطلعين على الخطط والجهود التي تبذلها الهيئة الملكية في هذا المجال، وعن آلية الاستثمار في المدينة، والتسهيلات المقدمة للشركات الراغبة في فتح مصانع جديدة في المملكة، حيث أضحت مدينة الجبيل الصناعية بيئة استثمارية خصبة لرجال الأعمال السعوديين والمستثمرين الأجانب.