أنشئ ملعب (السان سيرو) عام 1926م في مدينة ميلانو وتعود ملكيته لبلدية ميلان، ومنذ إنشائه اصبح هو الملعب الرسمي لنادي أي سي ميلان. وفي عام 1947م انضم نادي انتر ميلان الى هذا الملعب قادماً من ملعب (ارينا) في وسط المدينه، ليصبح السان سيرو الملعب الرسمي للناديين مقابل أن يدفع كل نادٍ إيجاراً سنوياً بمبلغ 4 ملايين يورو للبلدية ليكون اجمالي الايجار 8 ملايين يورو نصفها يذهب لصيانة الملعب والنصف الآخر يذهب لخزينة البلدية. وبذلك يحق للناديين التصرف الكامل في الملعب من حيث تسويقه وتأجير مرفقاته على المستثمرين في المجال الرياضي والشركات الراعية. ويشتمل الملعب على 30 غرفة مخصصة لكبار الشخصيات تسمى هذه الغرف (الصناديق الخاصة) أو (Private Boxes) ويسميها الايطاليون (Sky Boxes)، وهي عبارة عن غرف فندقية مصغرة تطل على الملعب بها غرفة للجلوس مجهزة بتلفزيون وكافيتيريا صغير ودورة مياه. وتقوم بعض الشركات باستئجار هذه الصناديق لمدة موسم كامل بمبالغ تتراوح ما بين ال 55 إلى ال 200 ألف يورو في السنة وتقوم هذه الشركات بتسويق وبيع التذاكر على رجال الاعمال وكبار الشخصيات بمبالغ تصل الى 400 يورو للمباراة الواحدة. ملعب سان سيرو بالنسبة لمدرجات الملعب تم تشييدها على ثلاث مراحل حيث انشئت مدرجات الطابق الاول عام 1926م ومدرجات الطابق الثاني انشئت عام 1955م بينما تم انشاء مدرجات الطابق الثالث عام 1990 عندما استضافت ايطاليا كأس العام لتصل سعة الملعب الى 80074 متفرجا. ويوجد في الملعب متحف يعرض منجزات الفريقين وصور نجوم الفريقين على مر التاريخ إضافة إلى متجر لبيع منتجات تحمل شعار الفريقين، وبوفيهات راقية تقدم وجبات خفيفة أثناء المباريات. حديثي عن ملعب السان سيرو في هذا المقال لا يعني انه الأفضل في أوروبا ولكنه الأنسب كتجربة ممكن استنساخها وتطبيقها على ملاعبنا، حيث ان وضع هذا الملعب يشبه تماماً الوضع لدينا، من ناحية أن ملكيته تعود للحكومة كما هو حال ملاعبنا. ولو قارنا بين السان سيرو واستاد الملك فهد لوجدنا أن السان سيرو مر بثلاث مراحل حتى وصل لسعته الحالية بينما نحن ننعم بوجود استاد الملك فهد وهو الاستاد العملاق الذي يحتاج فقط لبعض التطوير الذي لن يتجاوز بناء صناديق خاصة ومتحف مع إيجاد بعض وسائل الترفيه والتغذية. لذا أتمنى من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ان يسارعوا في استثمار ملاعبنا الاستثمار الأمثل كما فعلت بلدية ميلان، من خلال تطوير ومن ثم تأجير ملاعب الرئاسة على الاندية. لأنها ستكون خطوة مهمة للأمام وستدر مداخيل اضافية للرئاسة وللاندية كما أنها ستكون عامل جذب للمستثمرين وللجماهير الرياضية. * دكتوراه في التسويق الرياضي