في البداية أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، وكل عام أنتم بخير، قبيل شهر رمضان عدت من زيارتي لدولة إسبانيا التي زرت فيها مدينة برشلونة وقصدت فيها زيارة ملعب نادي برشلونة الإسباني "الكامب نو" أو "النيو كامب" كما يسميه الإسبان، كانت حقيقة من أفضل الأماكن التي زرتها في مدينة برشلونة سواء من ناحية التنظيم أو طريقة التسويق وبالتأكيد روعة المكان ذاته. عندما دخلت مع البوابة الرئيسية ذهبت لشباك التذاكر لشراء تذكرة الدخول وكانت قيمة التذكرة الواحدة بقيمة 22 يورو أي ما يعادل 121 ريالا واحسبوا معي كم كان عدد الزوار في ذلك اليوم واحسبوا قيمة تذاكرهم جميعاً وكم كان دخل النادي ذلك اليوم من التذاكر إنه الاحتراف يا عزيزي. بعدها دخلنا الملعب وأول ما مررنا به هو متحف البطولات وصور أبرز اللاعبين وصور رؤساء النادي جميعهم من المؤسس خوان جامبر إلى آخر رئيس وهو ساندرو روسيل، بعدها ونحن متجهين لأرضية الملعب كان قبل ذلك مكان لتصوير أي زائر يود أن توضع صورته بجانب أي لاعب من اللاعبين الذين يفضلهم أو التقاط صورة وأنت ترفع كأس بطولة دوري أبطال أوروبا التي حققها النادي، والكأس طبعاً هي نسخة مقلدة طبق الأصل وليست الكأس الحقيقية، وكانت قيمة الصورة الواحدة 12 يورو أي ما يعادل 66 ريال واحسبوا معي كم التقط من شخص صورة ذلك اليوم وكم كان دخلها على النادي. ألم أقل لكم إنه الاحتراف، بعدها دخلنا أرضية الملعب الذي كان تحفة فنية بحد ذاتها، ولكن أول ما لفت نظري كان شعار أحدى الشركات المعروفة المرسوم بمقاعد المدرجات، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عمق العلاقة بين النادي وشركة الأدوات الرياضية، وقمة الاحترافية في عقودهم، ثم صعدوا بنا إلى المدرجات ومنها إلى كبائن التعليق، وبعد ذلك نزلنا وأدخلونا غرفة الملابس ومن ثم ساحة الإعلاميين التي يتم فيها إجراء المقابلات، أو ما تسمى ب "المقزون"، ومررنا بصالة سينمائية تعرض فيها أهداف الفريق التاريخية، حتى وصلنا إلى بوابة الخروج وعندها وجدت أمامي متجر النادي وقتها علمت مدى عمق الفكر التسويقي لدى الأوروبيين! فكل تلك الأماكن داخل الملعب ومواقعها هي مرسومة ومخطط لها كأن تبدأ بمتحف النادي وتنتهي بالمتجر. بعد أن رأيت كل ذلك أردت أن أنقل جزءا من الفكر الاحترافي والتسويقي الأوروبي عندنا في السعودية، لن أطالب أن يحدث هذا في أنديتنا من الآن؛ لأن أنديتنا لم تخصخص بعد، ولكن أطالب على الأقل بأن يتم استغلال الصيف وتوقف الدوري والبطولات السعودية بتنظيم زيارات لاستاد الملك فهد الدولي يتم فيها عرض بطولات المنتخب السعودي في المتحف، وعرض أهدافه في شاشات داخل المتحف على سبيل المثال، ثم تمرير الزائرين بغرف الملابس وكبائن التعليق إلى آخره من الأماكن التي من الممكن السماح بزيارتها داخل الملعب، وتكون هذه الزيارات من خلال تذاكر دخول يذهب ريعها للاتحاد السعودي لكرة القدم مصبحة بذلك مصدر دخل آخر للاتحاد السعودي.. فهل تطبيقها صعب؟