إلى أصحاب الاقلام الجريئة التي اخذت في التجاسر على النصوص الشرعية، وثوابت الامة والنظر اليها على انها تابعة لا متبوعة ومقودة لا قائدة. وهؤلاء الثلة فتنوا بزيف المدنية الغربية - يحاولون في دعواهم الباطلة ستر حقيقة زيفهم وتجافيهم على اساس الدين الذي يتظاهرون بالدينونة به في زمن كثرت فيه الفتن والنظرة القاصرة في امور سوف تؤدي بنا الى الهاوية لا قدر الله اذا لم نحاربها ونقف ضدها. لقد كانت هذه الجزيرة في ظلام من الجهل فمرت عليها ازمنة قاسية عايش آباؤنا القليل منها فلو عايش هؤلاء الكتاب زمنهم لسلموا امرهم لله عز وجل بالرجوع اليه تضرعاً وخيفة فإن الاقوام السابقة قد اخذت بغتة من امرها لذلك لا نرضى ان تبدأ شرارة الفتنة في هذه الجزيرة على يد اصحاب هذه الافكار والاقلام الدخيلة ليس لها خبرة في الحياة وعواقب الامور والفهم الصحيح. فنحن نعيش في دولة يحكم ولاتها بكتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت على ذلك ونحن لهم مؤازرون ومناصرون فبلدنا هي ارض الحرمين ومهبط الرسالة الخالدة والواجهة للامة الاسلامية ونحن اذ نعتز ونفتخر بذلك. وشعبنا اليوم يعيش في رغد من العيش والامن وتكاتف اجتماعي مترابط وعادات وتقاليد عربية اصيلة لا تتعارض مع شرع الله، لا يمكن أن نحيد عنها، لذا لا يمكن ان نطبق ما يعيشه الغرب والآخرون من انفتاح اهوج اثر على حياتهم الاجتماعية والخلقية فالباطن عندهم أدهى وأمر مما اوجب عليهم صدور انظمة وقوانين لحماية الفرد والاسرة، فيا ابناء الجزيرة وبناتها وياكتابها ومثقفيها هل ترضون بأن نحيد ونتنازل عن بعض من اساسيات قيمنا ومبادئنا الموافقة والمستمدة من كتاب الله وسنة رسوله لكي نكون شعباً مثقفاً ومنفتحاً مع الغرب، كما تزعمون: هذا الغرب الآخر الذي لا تربطنا به سوى مصالح مشتركة، اما شريعتنا الاسلامية السمحة، وثوابتنا، وقيمنا، وخصوصياتنا فهي ملكنا نحن ابناء الجزيرة العربية تحت مظلة الاسلام وتراث الامة الخالد فمن تجول في المدن لرأى العجب العجاب من بعض شباب وشابات هذه الجزيرة وهم يقلدونهم في بعض سلوكياتهم الغريبة في ما يفد اليهم من افكار وسلوكيات غربية مستهجنة ضارة للفرد والمجتمع، لا يليق ان تصدر من ابناء وبنات ارض الحرمين ومهبط الرسالة، والمعروف عنهم اعتزازهم بدينهم وبعاداتهم وتقاليدهم العربية الاصيلة. نحن جزء من الامة الاسلامية لذلك لن نكون افضل الامم إلا برجوعنا الى كتاب الله ثم تاريخ الامة الاسلامية وتراثها العريق والمجيد وما كانت عليه من علم ونور في الرقي والنمو الفكري والحضاري فياليتهم تناقشوا في ذلك وكتبوا افكاراً تنهض بالمجتمع وتقوده الى الامام في جميع المجالات العلمية او ما انجزه الفريق الطبي ومن في امثالهم لكان خيراً ولكن لكل يفتي فيكتب ما يريده وما يوافق هواه دون الرجوع الى أسس من البحث العلمي الدقيق لأرض الواقع وحاله في المستقبل البعيد وجعل وسائل الإعلام مجالاً لبروز هذه الافكار التي تناقض شريعتنا وقيمنا ومبادئنا التليدة زاعمين مواكبة العولمة المزعومة المهلكة فهذا مرفوض لأننا نعلم عواقب الامور، فالله سبحانه وتعالى غيور على نعمه واعلم بحال البشر فالمملكة هي الدولة الوحيدة التي تحكم كتاب الله فيما نعلم فهل يخفى على هؤلاء الكتاب والمتحدثين مثل هذه الامور الدقيقة الواضحة؟! فلا يشككوننا في ديننا وقيمنا فيفتحون علينا باب فتنة فيكفي الامة مما هي فيه من هوان وذلة وتكالب الاعداء عليها؟! أعان الله امهات المستقبل اذا كان هؤلاء المثبطون الجدد هم كتابهم ومثقفوها، فعلى جميع افراد المجتمع ومؤسساته الالتفاف حول قادتنا وعلمائنا فهو اوجب في هذه الظروف، أسأل الله ان يمد هذه الدولة وعلمائها بعونه ويوفق قادتها لما فيه رضاه بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان يجزيهم عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء.