ذكر سعادة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي، أن من يبني مجتمعه على دعائم متينة وركائز عقائدية إسلامية صحيحة وثابتة ينعكس عليه ويؤدي إلى عمق التلاحم والتواصي للمصلحة ولزوم الجماعة ورد الفتن ودحض الافتراءات التي تطول البلاد حكاماً ومسؤولين ومواطنين.. كل ذلك بقدر ما في هذا المجتمع أو ذاك من الصفاء والوضوح ومدى متانة الثوابت التي هي بمنزلة الأعمدة التي يتكئ عليها المجتمع. وقال: من المؤكد أن أعداء هذه البلاد ومنتقديها بالنقد غير البناء كُثُر، ولكنك عندما تفطن لكثرة حُسّادك فهذا يعني علو قدرك وضآلة حجم من يحاولون المساس بلحمة الدين ووحدة الوطن. ولا شك أن الشباب يحتاجون من الأكاديميين والإعلاميين والتربويين الدعم الدائم والتواصل البنّاء المبني على الحوار وإيضاح الأوهام وزيف الادعاءات التي تحاول النيل من مكتسبات الوطن ومقدراته، وكذلك دور مؤسسات التعليم يزداد مع كل بارقة فتنة أو تضليل أو تَجَنٍّ على حكام هذه البلاد - حفظهم الله - الذين بذلوا كل ما يعين على الحياة الكريمة من فتح مجالات للتعليم والصحة والخدمات الأخرى وما تحظى به الأماكن المقدسة من رعاية واهتمام ودعم سخي لا محدود قَلّ نظيره في أرجاء العالم. والأمن والأمان من النِّعَم التي لا تُقاس بأي نعمة؛ ففي ظلهما صلاح الناس وصلاح معادهم ومعاشهم، ولا تستقيم أمورهم إلا بالأمن واستتبابه. ومما يُعمّق من خطورة التجمهر أو التظاهر ما يترتب على ذلك من تعطل مصالح المسلمين الحياتية، الدنيوية والأخروية، وهو ما نهى عنه ديننا الحنيف وهدي رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم. فلم يُعلّمنا ديننا العظيم أن نتهجم أو نخرج أو نتظاهر أمام المسلمين وأمتنا وعلمائنا وغيرهم؛ فأبواب حكام هذه البلاد مفتوحة للقريب والبعيد والقاصي والداني، للشاكي والمتظلم والناصح. وعندما يتعمد مَنْ يتعمد أن يسلك طريق الفتن والإرجاف لتحقيق أهداف أعداء هذه البلاد، سواء بالمصلحة أو بالمذهب المخالف أو غيرهما، فهو واهمٌ في نظرته، وشقيٌّ فيما هو فيه؛ فلا تزيد هذه الفتن هذا الشعب إلا تلاحماً وقوة، والله موهن كيد المعتدين. إن من يسعى هذا المسعى للإرجاف وفتنة المؤمنين الآمنين المطمئنين فهو لا يتجاوز حاله أمرين: إما أنه يتهجم عن جهل، وهذا له حاله، أو أنه يتهجم وهو يعلم أنه مُغْرض بدعواه؛ فهو إما مغرض مدفوع مرتزق، أو حاسد مستهدِف رَانَ على قلبه الحقد، ليس إلا. وأضاف الدكتور الداود بأن أهل هذه البلاد بقيادتها الراشدة وشعبها الواعي قد أثبتوا للعالم أجمع أنهم يعيشون في بلد تجمعه المحبة والوفاء للدين ثم المليك والوطن، وقد خسئ المغرضون والحاقدون والحاسدون حينما أثبت أبناء المملكة العربية السعودية صغاراً وشباباً وكباراً أن لحمة هذا الوطن وتمسكه بالعقيدة الصافية النقية هما أساس نجاحه وولائه لمليكه ووطنه.. نَعَم، هذا هو الشعب السعودي الذي يقف دائماً في وجه الفتن والفساد والدمار؛ فأي مصلحة يسعى إليها مروجو تلك الفتن؟ وأي تبرير يستندون إليه؟ فهذا هو خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - يسعى دائماً لتلمس احتياجات مواطنيه، ويحرص في كل مناسبة على أن يُقدّم المبادرات الخيّرة التي تعكس بلا شك اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب. لقد قُلْتُ وكررتُ القول في مواقف عدة بأن هذا الوطن يختلف عن جميع بلدان العالَم؛ فهو منبع الرسالة، ومهبط الوحي، وحاضن الحرمين الشريفين، ثم إن مواطنيه قد استوعبوا العقيدة الصحيحة الناصعة، وما لولي الأمر من حقوق، أولها السمع والطاعة في المكره والمنشط؛ فالحمد لله على ما أنعم الله به علينا. ونحن الأكاديميين علينا واجبٌ عظيمٌ تجاه توعية الناشئة؛ لكي لا ينجرفوا في طرق الخداع والظلام، ظناً منهم أن مثل تلك الأبواق الفاسدة هي الطريق الصحيح، ويجب على الآباء والأمهات أن يدركوا أهمية الموقف، ويحرصوا على توجيه أبنائهم الوجهة الصحيحة والسليمة المبنية على ما جاء في كتاب الله وسُنّة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -. حفظ الله علينا ديننا ومليكنا ووطننا من كل مكروه وسوء، وردَّ كيد الحاقدين والمعتدين إلى نحورهم مدحورين بإذن الله.