حينما نتفحص فيما يدور هذه الأيام في الوضع الذي تعيشه العمالة السائبة، والتي انكشفت في خضم الحملة الأمنية المباركة التي قامت وتقوم بها الجهات المختصة!! ففي وقت كنا نظن بأن جميع من يعملون في المحلات التجارية، وسائقين في شركات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ومحلات خضار، وغيار زيوت، ومخابز، وبناشر.. و.. و.. إلى غير ذلك، كانوا يعملون في نظام!! ولكن المفاجأة الكبرى أن هؤلاء العمالة يعدون من المخالفين لنظام البلد، ويجدون من يؤويهم من ضعاف النفوس الذين انعدم إحساسهم الوطني، وصار همهم الوحيد جمع حفنة من المال في سبيل بيع ضمائرهم ودينهم ووطنيتهم!! ومما يلفت الانتباه أن أول يوم طبقت فيه الحملة الأمنية وجدنا أن الشوارع خالية، والمحلات مغلقة، وكثير من السيارات المخصصة لنقل الطلاب وغيرهم أصبحت واقفة بلا حراك!! مما يدل على أن جميع هؤلاء العمالة يسرحون ويمرحون في مخالفة واضحة وصريحة لنظام البلد!! وكم كنا نتمنى بأن تستمر هذه الحملة طيلة العام لتنظف البلاد من أمثال هؤلاء الذين نهبوا مقدرات الوطن دون وجه حق، بل هناك ما هو أعمق من ذلك، وهو ارتفاع معدلات الجريمة من أناس ليسوا نظاميين، وغير مسجلين في الحاسب، وغير مبصمين، أضف إلى ذلك عدم دفع الرسوم المستحقة للدولة!! إن تسفيرهم فقط لبلدانهم أمر لا يشكل لهم أي هاجس في أن يذهبوا ويرجعوا بطرق أخرى غير مشروعة كما فعلوه سابقاً، بل لابد من اتخاذ اجراءات صارمة كالسجن والغرامة والترحيل والتشهير والتبصيم، وذلك كما يحصل في كثير من الدول حتى يفكر المخالف ألف مرة قبل أن يقدم على دخوله غير النظامي للمملكة العربية السعودية!! كما يجب أن يضرب بيد من حديد على كل متستر وأمثاله، ويعاقب بالسجن والغرامة والتشهير كي يكون عبرة لمن يعتبر!! إن فترة التصحيح واجب يمليه علينا ضميرنا الوطني، كي ننعم بالأمن والرخاء والسؤدد، ونحافظ على مقدرات بلدنا، وتكون العمالة كلها في ميزان واحد فما يطبق على هذا العامل يطبق على الآخر. ولذلك وجدنا أن الدولة قد منحت مهلة لتصحيح الأوضاع سواء من العاملين، أو من المتسترين، أو من تجار بيع التأشيرات كي يصححوا أوضاعهم، ولكن دون جدوى، ظل كل شيء كما كان من غير تغيير، وفي تحد واضح للنظام لأنهم توهموا بأن هذه الحملة قد تكون لفترة وجيزة وتنتهي، أو أن التمديد سيكون ساريا على ذلك!! ومن منبر صحيفة «الرياض» أهيب بجميع المواطنين دون استثناء بأن يضعوا أيديهم في أيدي الجهات الأمنية كي ينظفوا البلد من هذه العمالة التي عمت عليها الفوضوية، وأخذت اللقمة من افواه أبنائنا ليأكلوها سائغة هنيئة دون ضمير حي يحركهم من الداخل. كما أهيب بالسلطات الأمنية بأن تعمل على القبض على هؤلاء المخالفين دون هوادة، وتطبق الأنظمة الصارمة عليهم وعلى المخالفين لنظام الإقامة من ضعاف النفوس من المواطنين، ولا أحد يشك في أن هذه الحملة، حملة أمنية مباركة تجاهد عمالة سائبة نهبت مقدرات الوطن دون وجه حق!! هذا وآمل من المولى سبحانه أن يحفظ لنا هذا البلد، وأن يديم عليه نعمة الأمن والعز والرخاء إنه سميع مجيب.