عقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا طارئا أمس بعد ان استأنفت ايران العمل في منشأة لتحويل اليورانيوم لتزيد من مخاوف الغرب من انها تسعى لتملك أسلحة نووية. وأكدت وكالة الطاقة أن ايران استأنفت انشطة نووية كانت أوقفتها بموجب اتفاق مع القوى الثلاث الكبرى بالاتحاد الأوروبي. وتتحدى ايران بذلك تحذيرات الاتحاد باحالة ملفها لمجلس الامن الدولي مما قد يعرضها لعقوبات محتملة لاخفائها انشطتها لسنوات منتهكة بذلك اتفاقية حظر الانتشار النووي التي تهدف الى الحد من انتشار الأسلحة النووية. ويستطيع الغرب الدعوة لفرض عقوبات على أساس أن ايران اخفت بصورة غير شرعية برنامجها لتخصيب اليورانيوم ومن ضمنه منشأة سرية عملاقة لتخصيب اليورانيوم في نطنز والتي كشف عن وجودها معارضون منفيون في عام 2002. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي لرويترز «اذا لم تستأنف ايران التجميد الكامل لكل نشاطات الوقود النووي فإنها ستواجه مجلس الامن التابع للامم المتحدة». واضاف «من الارجح الا يطالب هذا الاجتماع باحالة ملفها الى المجلس. سيصدر تحذيرا الى ايران واذا لم تستجب فسوف نلتقي مجددا ونتخذ قرارا بشأن مجلس الامن». وبينما تتفق الدول الغربية الموجودة في مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل عام على ان محافظي الوكالة يجب ان يطالبوا باعلان طهران فورا تخليها عن خططها لاستئناف برنامج تحويل وتخصيب اليورانيوم فإن الدول النامية في المجلس لا توافق على الفكرة. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي «انها (الدول النامية) لا ترى اسبابا قانونية لاحالة ملف ايران الى مجلس الامن لأنهم يقولون ان ايران تنهي ايقافا تطوعت هي لعمله». وتشكل الدول النامية غير المنحازة حوالي ثلث المجلس. وعلى الرغم من ان هذه الدول لا يمكنها ايقاف قرار للمجلس يدعمه الاتحاد الأوروبي فإن المجلس يفضل ان يتخذ القرارات بالاجماع ويمكن للدول النامية غير المنحازة عرقلة اتخاذ قرار بالاجماع. وتتخوف بعض الدول النامية وعلى رأسها جنوب افريقيا والارجنتين من ان تؤدي محاولة اجبار ايران على التخلي عن انشطتها النووية الحساسة إلى مهاجمة برامجها هي نفسها لذا قد تعترض على هذه المحاولة. وفي تصريحات من الواضح انها موجهة للولايات المتحدة واسرائيل قالت طهران انها ستتخلى عن كل التزاماتها النووية الدولية اذا هوجمت منشآتها النووية. وقال وزير الدفاع علي شمخاني في طهران «سنضع جانبا كل التزاماتنا النووية في اليوم الذي تهاجم فيه منشآتنا». وكانت اسرائيل قد دمرت مفاعلا نوويا عراقيا في اوسيراك عام 1981. وسبق ان ألمحت اسرائيل مثل واشنطن بأنه يمكن استخدام القوة العسكرية كأحد الخيارات في التعامل مع خطر ايران المسلحة نوويا. وكانت ايران قد جمدت العمل في مجال الوقود النووي في نوفمبر تشرين الثاني اثناء بحثها في امر اتفاق طويل المدى مع الاتحاد الأوروبي. وتقول ايران ان الاقتراح الذي طرحه الاتحاد الأوروبي قبل بضعة أيام ويتضمن عروضا للمساعدة في تطوير طاقة نووية للأغراض السلمية وبأن تصبح ايران ممرا رئيسيا لنفط وسط آسيا غير مقبول لأنه ينكر على ايران حقها في انتاج وقودها النووي. وتظاهر حوالي 70 من الايرانيين المنفيين ضد الحكومة الايرانية امام مقر الوكالة في فيينا وهم من جماعة المجلس القومي للمقاومة في ايران التي ادرجتها وزارة الخارجية الامريكية في لائحة المنظمات الارهابية. وكان اعضاء الجماعة قد اتهموا امس الأول ايران بالقيام سرا بتجميع الآلاف من اجهزة تخصيب الوقود النووي وانها تعتزم استخدامها في مواقع خفية منتشرة في انحاء البلاد للمساعدة على انتاج وقود للقنابل النووية. وكانت الجماعة هي اول من كشف عن وجود منشأة نطنز ومنشآت سرية اخرى في ايران. واثنت وسائل الاعلام المحافظة في ايران على قرار طهران باستئناف تحويل اليورانيوم حيث يتطلع الكثيرون الى اليوم الذي تستأنف فيه ايران كل انشطتها النووية. وجاء في العنوان الرئيسي للصفحة الاولى لصحيفة حمايات «قلب ايران النووي يبدأ في النبض». وقالت صحيفة جمهوري اسلامي الشديدة المحافظة «الخطوة التالية نطنز» في اشارة الى المنشأة الايرانية لتخصيب اليورانيوم. من جهته حث المستشار الالماني غرهارد شرودر ايران أمس الثلاثاء على تخفيف حدة موقفها في الخلاف مع الاتحاد الأوروبي حول برنامجها النووي وحذر من تصعيد النزاع. وصرح شرودر للصحافيين «لا ارى اي احتمال آخر غير التوصل الى تسوية عن طريق التفاوض». وأضاف «يجب ان يكون الهدف الاساسي بالنسبة لنا هو التوصل الى حل سلمي لهذا النزاع الصعب الذي يثير فينا القلق الشديد»، مضيفا «ان اياً من الشركاء الغربيين لايفكرون في حل آخر يتضمن القيام بعمل عسكري في الوقت الحالي». كما اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس الثلاثاء في فيينا انه يأمل في ألا يشكل استئناف النشاطات النووية الحساسة في ايران «قطيعة دائمة» في المفاوضات مع الأوروبيين داعيا الطرفين الى توخي «اكبر قدر من الحذر». من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان الأوروبيين «متحدون تماما» في سعيهم لحمل ايران على معاودة تعليق نشاطاتها النووية الحساسة. وقالت مساعدة الناطق باسم الخارجية ماري مادوبوي «سنتكلم جميعا بصوت واحد وسنصدر جميعا الرسالة نفسها ولدينا الاهداف نفسها»، مؤكدة «وحدة الأوروبيين» حول هذه المسألة. على صعيد آخر حثت اسرائيل أمس الثلاثاء الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على «عدم الضعف» في اختبار القوة مع ايران اثر قرار طهران استئناف انشطة تحويل اليورانيوم. وقال مسؤول كبير في رئاسة مجلس الوزراء لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه ان «ايران اتخذت هذا القرار لأن لديها الانطباع بأن الولاياتالمتحدة والأوروبيين يبدون ضعفا فيما يجب ان تظهر المجموعة الدولية تصميما اكبر لمنع ايران من امتلاكالسلاح النووي».