يوم الجمعة ليلة السبت 21/6 / 1434 الموافق 30/5/ 2013 فتحت التلفاز وإذ بمعالي الاستاذ محمد بن عبدالله الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد يتحدث عن الهيئة ودورها في مكافحة الفساد ومن يتعاون معها في كشف الادارات التي يمكن ان يكون فيها فساد.. إلخ. وللأسف لم أرَ الحلقة كاملة ولكنني استشفيت ما كان يريده معاليه من ايصال المعلومة للمستمع وفي هذا السياق اود ان اهمس في اذن (معاليه) وهو رجل دولة قبل ان يرأس هذه الهيئة الحديثة بانشائها المتأخر جدا في ممارسة اعمالها، حيث كان من المفترض انها قد انشئت ايام الطفرة سنة 1400 ه، وهي بداية الفساد. والذي أصبحنا نرى آثاره الواضحة للملأ وللأسف الشديد. فبدأ من كارثة جدة وتوابعها وامتدادا لمناطق المملكة مشمولة بعاصمتها الحبيبة كان فساد المشاريع واضحاً للعيان. اقول لمعالي رئيس هيئة الفساد إن الصورة واضحة امامه ولا يحتاج لمن يساعده في الكشف عن مكامن الفساد داخل المنشآت الحكومية اما مواطن الفساد المستمر وان لم يكن على مستوى مشاريع المليارات المنهوبة فهو موجود ومستوطن في أغلب دوائر ترتبط مباشرة بالمراجعين والسبب بكل بساطة هو النظام المطاطي المتبع في الدوائر الحكومية والبروقراطية المستأصلة في عقول بعض الموظفين الذين عفى عليهم الدهر ولا زالوا في مواقعهم رغم البطالة في مجتمعنا وحاجة الوطن لدماء شابة متعلمة تجدد النشاط والحيوية في ادارة الاعمال بدوائرنا الحكومية. صاحب المعالي تغيب عن معاليكم مثل هذه الاشياء اما كشف هذه الثغرات فبكل بساطة يمكن للهيئة ان تجند موظفين داخل هذه الدوائر لكشف المستور على ان تقدم لهم اغراءات جيدة تحفزهم على الاخلاص في تأدية عملهم، كذلك النظر في تحسين اوضاع موظفي المنافذ البرية والبحرية والجوية لكي لا يتعرضون لمغريات تدفعهم لغض الطرف عن دخول الممنوعات إذ الفساد اوجدته البيروقراطية المتأصلة في دوائرنا الحكومية اما العلاج او بالأصح الاستئصال لهذا المرض الخبيث وهو الحل الوحيد الذي يقطع شريان الفساد المالي والاداري (الحكومة الالكترونية) يجب ان تنتهي مراجعة الدوائر بأسرها ويكون انجاز معاملات المواطنين عن طريق مواقع الوزارات الالكترونيه فقط التقديم –والسداد– والموافقة –والاستلام– جميعها آلية، حتى المعاملات التي تحتاج اصدار بطاقه مثل الرخص والاقامة والسجلات والتجارية وما شابهها يتم إرسالها عن طريق البريد دون الحاجة للمراجعة الشخصية. شريطة ان لا يكون هناك استثناءات لأي كائن من كان. النظام للجميع ويطبق على الجميع هذا هو الحل إن أردناه. والله الهادي إلى سواء السبيل.