مع بداية شهر رمضان تزداد شكوى المراجعين وتذمرهم من بعض الموظفين في كثير من الدوائر الذين يبدو على أدائهم لمهام عملهم الكسل والثقل والتأخر في إنجاز المعاملات، حتى تحول شهر رمضان الكريم عند الكثير من العاملين في القطاع الحكومي والخاص إلى عطلة غير رسمية مدفوعة الأجر، فالغياب حاصل والتأخير عن مواعيد العمل دائم. فهد العلياني مراجع لأحد المرافق الصحية في منطقة حائل قال: إن الكسل خلال ساعات العمل أصبح علامة بارزة للشهر الكريم فمن الطبيعي تأجيل الأعمال وتعطيل المعاملات إلى ما بعد رمضان، وصار معتادا أن ينفعل الموظف في وجه المراجعين وكل ذلك بسبب الصيام الذي صار عذرا لكل موظف. ويرى نايف السويدي أن على الجهات المسؤولة تشديد الرقابة في شهر رمضان خصوصا على الدوائر التي تشهد كثافة في المراجعين، مع تطبيق العقوبات الصارمة على كل موظف أو مسؤول يتأخر أو يغيب عن عمله أو يتكاسل في أدائه، وأنا متأكد من أنه سيتم رصد الكثير منهم متلبسين بالجرم المشهود كالنائم في مكتبه والمتأخر والغائب أيضا، فما مبرر كل موظف يقوم بتعطيل مصالح المواطنين؟ من جهته برر طلال الرشيدي الموظف في إحدى الدوائر الحكومية تلك الأمور بأن جو رمضان مغر للسهر مع الأصدقاء الأمر الذي يشجع الموظف على عدم أداء واجبه بالشكل المطلوب، إضافة إلى المغريات الأخرى، وعن نفسه يقول الرشيدي أنا أسهر خلال شهر رمضان حتى صلاة الفجر بعدها أنام ما يقارب الساعتين لأستيقظ مضطرا للذهاب إلى العمل منهكا، واعترف الرشيدي بعدم قيامه بواجباته كما ينبغي واحيانا يصل به التعب والإعياء إلى اختلاق الأعذار لأخذ إذن كي يكمل نومه ويريح أعصابه التي اتعبها السهر. واعترف مدير شؤون الموظفين في مركز صحي قوى الأمن في حائل أحمد الفوزان بتأثر العمل أثناء رمضان بكثير من السلوكيات الخاطئة للموظفين، مطالبا كل مدير إدارة ومسؤول أن لا يساهم في تشجيع موظفيه على الكسل والتهرب وتعطيل مصالح المواطنين بحجة الصيام، فهذا الشهر هو شهر خير وعمل، وعلى مديري الدوائر الحكومية ترسيخ هذا المفهوم أو إجبار الموظفين على الانصياع له حال الاضطرار، وبذلك يحل جزءا كبيرا من المشكلة، وكذلك كي نثبت للجميع أن صيام الإسلام ليس صيام كسل ونوم فقط بل العمل المتقن الجاد واحترام شعور الآخرين هو الصيام الحقيقي الذي جاء به رسولنا الكريم.