نشعر أن الشاعرات في الوقت الحاضر في حرج كبير فهن بين المطرقة والسِندان، ومع ذلك نجد عدداً قليلاً من شاعراتنا اللاتي كتبن بالاسم الصريح، وقد صدرت لهن دواوين شعرية تحمل أسماءهن الحقيقة، ومع ذلك يظل غياب الشِّعر النسائي مستمراً.. فإن كتبن بالاسم الصريح يكتبن باستحياء، ويشعرن بالخوف والحياء من نظرة المجتمع، وإن كتبن بالاسم المستعار تعرّضن للسرقات وعدم حفظ الحقوق الأدبية وهدر الإنتاج الأدبي، تقول الأستاذة فاطمة الدوسري: (المشاعر نتاج رباني، والأحاسيس قدرات إلهية، فمن لا يحسن التعامل معها فعليه أن ينأى بنفسه عن الإدعاء والانتساب لها، أو التغنّي بها إن كان يظن أن الآخرين لا يعرفون منه ذلك فهو قد أخطأ مرتين مرة عند الإدعاء، ومرة عند تفسيره للناس) انتهى... وفي الزمن الماضي ظهر العديد من الشاعرات اللاتي لا تنسى أشعارهن.. خاصة إذا ذكر الشِّعر النسائي مهن الشاعرة البدويّة: بخوت المريّة التي أنسجت بشِعرها الأصيل العديد من القصائد الرائعة التي تحمل شعور الوجدانية، وصوراً فكرية، وحنيناً دفيناً، وشوقاً مُلتهباً، والانتظار الموجع: ليته يناديني.. وأنا بس أناديه وأجاوبه يا حسين لو كان مرّه عليه قلبي يا بساتٍ عراويه اقفا بقلبي من ضلوعي يجرّه ذا لي ليالٍ قاعده في حراويه ليننها زادت عليّ المضرّه ومن يقرأ الشِّعر النسائي الجميل يدرك بأن هذه الأشعار مشاعر صادقة تنبع من قلب مُحب مُخلص، أجتمع فيه الولاء والنبل، والطافة والحُبَّ، لا يعرف للغدر طريقاً، تأملوا معي مشاعر الشاعرة فاطمة العنزي (هبايب) عندما أنشدت بشموخ وعتاب المُحبَّ لمن تُحبَّ: دام أنت مستانس عسى الله يهنيك لو إن عيني شافت اللي قهرها دامك كذا قاسي على قلب مغليك نفسي عزيزة ما تعيد بنظرها إفرح وخل الناس تأخذ وتعطيك وأنا هبايب.. وأنت زين تخبرها والمتابع والمتأمل في الشِّعر النسائي بالرغم من الغياب الملحوظ يجد بعض الشاعرات تتميز أشعارهن بكلمات البوح المرهف، والحزن الدفين الذي يسكن في الأعماق.. فيلامس المشاعر والأحاسيس كقول الشاعرة لطيفة البريك: أضحك وأسولف والحشا كلّه جروح وأخفي عن الناس الهوى والحقيقة هذا القدر عن القدر .. وين بنروح؟ ما نفترض حكم ولي الخليقه كنت أتمنى ساعة تشارك الروح ياللي بعادك ساعةٍ ما نطيقه كم تمنينا مواصلة نشر إبداع شاعرات الوطن.. والاحتفاء بما يقدمنه من إبداعات شعرية رائعة، فشاعرات الوطن المبدعات لهن حق النشر، والظهور المشرّف، والحق يُقال هناك الكثير من الشاعرات تواجدن لكن بعد ذلك هن في غياب نتمنى ألا يطول. قبل النهاية للشاعرة تركية العمري: شاعري يا هاجسي.. أجمل حضور في حجر نجلي سكن طيفك ونام لا لقيتك .. يرتبك عذب الشعور وتنهمر أحلام.. ومواعيد.. وغرام حس بي يهدا .. وحس آخر يثور لا نويت أفتح معك باب الملام