شهد معرض الأسر المنتجة بمهرجان جازان الشتوي السادس مشاركة 70 ركنا و 152 امرأة منتجة تنوعت حرفهن ما بين التراث والأثاث وصناعة المخمرية ومعطرات الجسم والبخور والدمى التي يتم تزيينها بطابع جيزاني بحت والمأكولات والعديد من المستلزمات التي تخص المرأة والطفل، حيث عرضن منتجاتهن من نطاق مجتمعهن المحلي. وشارك في المعرض المعد من قبل جهات عديدة حكومية وأهلية للاهتمام بأصحاب الدخل المحدود كوزارة الشؤون الاجتماعية، ولجنة التنمية، وباب رزق جميل، وصندوق تنمية الموارد البشرية، الندوة العالمية للشباب الإسلامي. وتعتبر المشغولات اليدوية من الأعمال والحرف التي برعت فيها المرأة الجازانية وصقلت مهاراتها في تصنيعها منذ نعومة أظافرها على مر وتعدد الأزمان، وظهر ذلك في عدة مجالات مثل تحبيلها للمقاعد الخشبية وصنع الأوشحة وصناعة وتزيين الدمى والعقود. وتجسد الدمى المرأة الجيزانية وهي في أبهى حلتها وهي تتزين بعقود الهيل والزر واللباب والخضر والكادي، وهي عبارة عن مجسمات بلاستيكية ترتدي ملابس مزركشة ومرصعة أو تُلبس بالمصنف الملون القديم، وتأتي المرحلة الثانية حيث يوضع فوق رأسها حبات الصوف المصفوف الذي يكون بمثابة الفل ويزين بالورود المجففة ثم بعد ذلك تستكمل الدمية بوضع الأسوار على الأيدي والأرجل والحزام المصنوع من حبات اللؤلؤ الصناعي وتوزع هذه الدمى كهدايا رمزية للضيوف في الليلة الثانية للعرس، ويختلف سعر الدمى الصغيرة عن الكبيرة حيث يتراوح بين 6-7 ريالات والكبيرة يتراوح سعرها من 60 إلى 80 ريالا. كما تعد العقود الجيزانية والتي تتكون من الهيل والزر (المسمار)، حيث ينقع كل واحد منهما على حدة في ماء دافئ لمدة من نصف ساعة إلى ساعتين وعندما يصبح رطبا يحاك بالإبرة والخيط، وقد تضاف إليه بعض الروائح الفواحة حيث يبلل الزر واللباب مع مجموعة عطور وماء الورد ويترك ما بين ساعة إلى ساعتين ويحاك بالإبرة والخيط ليعمل منه العقود والمسابح ويزين بالآكلين لإضافة الرونق، ويختلف السعر من عقد لآخر يبدأ السعر من 15 ريالا إلى أسعار متفاوتة حسب الحجم والطلب. الأسر المنتجة.. تعدد في المهن وتنوع في الحرف (عدسة: يحيى الفيفي) هواية طفولة أصبحت مهنة تقول فرح عثمان معسبل "بدأت في عمل المشغولات اليدوية وأنا طفلة لا يتجاوز عمري العاشرة ثم بممارستي لها أصبحت مهنتي التي أكسب منها عيشي وتكفي حاجتي واعتمادي على ذاتي، لقد كنت أعمل في حصص الفراغ المدرسية مشغولات بالإبرة والسنارة قبعات الأطفال والأوشحة ولي في مجال عمل الدمى 7 سنوات والعقود سنتان وأعمل الآن في مركز تراثي بجازان". شغف طفولتي يشجعني لفتح محل وقالت صبرية حضرمي النجار انها لم تكمل تعليمها الابتدائي نظرا لظروفها العائلية، وأنها شغفت بالأعمال الفنية منذ سن التاسعة وحين ذاك كانت تأخذ قش العصافير وقشور البيض لتعمل بها الدمى، وبالممارسة أصبحت تتطور شيئا فشيئا حتى فتحت محلا لبيع أعمالها ومشغولاتها الفنية والتي تلقى رواجا من الناس للتهادي فيما بينهم عند حلول المناسبات وبخاصة في فترة الإجازات. وأوضحت النجار أن غلاء كثير من الصناعات اليدوية هو ناتج عن ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة المدربة وعندما تعتمد على النساء والأطفال فإنها نكون قد أوجدت عمالة فنية منخفضة التكلفة مما ينعكس على انخفاض أسعار المشغولات اليدوية، حيث ان العمل من المنازل لا يتطلب فتح محلات ورخص وتصاريح لإقامة الأنشطة. وطالبت مجموعة من المتواجدات بمعرض الأسر المنتجة بإقامة السوق الذي أمر به أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر، والذي سيسهم في منح الأسر فرصاً اقتصادية كبيرة لتسويق منتجاتها. إلى ذلك أوضح أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان المهندس أحمد بن محمد القنفذي أن مجلس المنطقة طالب الأمانة بتخصيص أرض لإنشاء السوق، مبينا أن المنطقة بها كثير من الأسر تعمل بمهن متعددة.