نجح مهرجان جازان الشتوي في محاكاة الماضي، وتعريف الجيل الحالي بعادات وتقاليد المنطقة القديمة، بعد أن استقطبت أجنحة تزيين العرائس والحرف اليدوية زوار المهرجان بجدارة. وحرص منظمو المهرجان على مشاركة الحرفيين في الحدث الكبير، دعما منهم للموروث الشعبي وبما يساهم في الحفاظ عليه من الاندثار، عبر تخصيص جناح متميز لعرض المهارات الحرفية والصناعية ذات الدلالات الشعبية أمام الزوار، خاصة الجيل الحاضر، ومن تلك الحرف الشهيرة في بعض محافظات منطقة جازان حرفة التزيين بالنباتات العطرية والتي يطلق عليها العصابة، التي يشرف على صناعتها شباب سعوديون من أبناء المنطقة وبأسعار مناسبة وفي متناول الجميع. كما تتصدر صناعة الحلوى الجازانية، قائمة السلع الأكثر جذبا للزوار، حيث يتم تحضيرها طازجة يدويا وتشهد إقبالا كبيرا من قبل الزوار المنطقة، وهنا أوضح ل «عكاظ» صاحب محل لبيع الحلوى في المهرجان، أنه يعمل في مهنة بيع الحلوى منذ 20 عاما، وقال «الطلب ما زال كبيرا على الحلوى الجيزانية بالرغم من وجود أنواع وأصناف كثيرة من الحلويات المختلفة». ويشهد ركن تزيين ونقش العرائس بالحناء، إقبالا كبيرا من زوار المهرجان من داخل المنطقة وخارجها وخاصة من جيل الشباب، وأبدت عدد من زائرات المهرجان، إعجابهن بمشاهدة تزيين العرائس ونقش الحناء، وقالت إحدى الزائرات «بعض الأسر في المنطقة لا زالت تحافظ على عادات الزواج القديمة بالرغم من اختلاف الزمن والحياة العصرية التي فرضت نفسها في وقتنا الخاضر». ويستعرض أحمد محمد، بزهو طريقة صناعة أدوات الزراعة والبناء قديما ومنها الفأس الذي يستخدم في قطع الأخشاب، وقال «أسعارها ما بين 30 50 ريالا، ويأتي الزوار وأغلبهم من الشباب لمشاهدة طريقة التصنيع باعتبارها من الحرفيات القديمة». وفي مكان غير بعيد، تجد من يصنع الزيوت بأدوات قديمة وهي زيوت مفضلة لدى عدد كبير من الأهالي باعتبارها خالية من المواد الحافظة، وطبيعية ولها مذاق رائع وتستخدم في إعداد الأكلات الشعبية، كما يوجد في المهرجان حرفيون متخصصون في صناعة الأواني الأثرية مثل الحواسي والمعشات والتي تجد إقبالا كبيرا من قبل الزوار.