أشبعت آلة قديمة للقطانة وصناعة القطن في جناح المدينةالمنورة، فضول زوار المهرجان من عاشقي الحرف اليدوية. وأشار حرفي القطانة فهد علي الذي يعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات، أن عمر الحرفة في السعودية يتجاوز 60 عاماً، إذ بدأت منذ الخمسينيات الميلادية في المدينةالمنورةوجدة ومكة، لافتاً إلى أن استيراد القطن يتم من مصر وسورية وباكستان، لعدم إمكان زراعته في المملكة لأنه يحتاج إلى أجواء باردة طويلة، موضحاً أن القطن يمر بمراحل عدة قبل أن يكون صالحاً للاستعمال، فبداية يأتي القطن في أكياس ثم يدبغ ويفرز على آلة القطانة ثم يصفى من الشوائب، لينفش بعدها ثم يعبأ في المراتب والمجالس وغيرها من الاستخدامات المختلفة. ولفت إلى عدم تأثر القطن الطبيعي بالسوائل أو بأية أوساخ، إذ بمجرد غسله بالماء وتعريضه للشمس يعود نظيفاً وجديداً كأول مرة، بينما ذكر الحرفي مجدي سراج أن أصل حرفة القطانة في المدينةالمنورة، وهي إرث تليد لأبناء المنطقة يشع بنور طيبة الطيبة، مشيراً إلى أنه لاحظ حرص جناح المنطقة في مهرجان الجنادرية على وجود هذه الحرفة في المهرجان منذ عشر سنوات. إلى ذلك أطلق البريد السعودي سوقاً إلكترونية تعنى بدعم الحرفيين والحرفيات في المملكة، من خلال مشاركته للمرة الأولى في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 26». وأوضح المدير العام للعمليات البريدية في البريد السعودي المهندس ماجد بن عنزان أن سوق القرية هي أول سوق إلكترونية للحرف اليدوية مخصصة لعرض منتجات وحرف الأسر المنتجة وصناعاتهم ومشغولاتهم اليدوية، إلى جانب المقتنيات الأثرية والقديمة، لافتاً إلى مشاركة الجمعيات الاجتماعية والخيرية في السوق مثل جمعية الأطفال المعوقين، والجمعية التعاونية النسائية متعددة الأغراض في القصيم (حرفة)، وجمعية سليسلة بمدينة جدة، ومركز التنمية الاجتماعية بمحافظة الأحساء، وجمعية الملك عبدالعزيز النسائية الخيرية بمنطقة الجوف. وأشار إلى أن السوق تهدف إلى دعم الأسر المنتجة والجمعيات الخيرية من أجل توفير خط إنتاج لهم طوال السنة، ودعم برامج التسويق للحرف اليدوية مع هيئة السياحة والآثار، وإبراز الحرف والمشغولات اليدوية، لافتاً إلى أن سوق القرية الإلكترونية تتميز بالتصميم الخاص الذي يعكس محتواه من المشغولات ومنتجات الحرفيين والأسر المنتجة، إلى جانب شرح مفصل لكل حرفة، بما يمكن العملاء من مشاهدة ألبوم الصور الخاص بالحرفيين ومنتجاتهم، من خلال تزويدهم بصور ومقاطع عن هذه الحرف من خلال ألبوم الصور والفيديو. وأضاف أن أبرز أهداف البرنامج تقديم الدعم لهذه الأسر المنتجة والحرفيين، من أجل بيع منتجاتهم داخل المملكة، وكذلك خارجها في المستقبل القريب، والوصول إلى كل الجمعيات التي ترعى الحرفيات والأسر المنتجة في المملكة، وأن يكون المصدر الأول للحصول على المعلومات، مشيراً إلى انضمام ثماني جمعيات خيرية من مختلف مناطق المملكة التي أدرجت 200 حرفة أصيلة، بمقدار مبيعات وصل إلى عشرة آلاف ريال لأكثر من 90 طلب شراء إلكترونياً، تنوعت ما بين الخوصيات والجلديات إلى المأكولات الشعبية والمقتنيات القديمة.