حولت سيدتان شماليتان من تبوك تراثهما التقليدي الذي ورثتاه عن أمهما، إلى مهنة معاصرة تستفيدان منها في إعالة أسرتيهما، ونالت أم بندر وأم طارق العام الماضي المركز الثالث عن (لوحة رأس الحصان) المصنوعة من الخيوط على البلاستيك، وفازتا بجائزة قدرها خمسة آلاف ريال، على خلفية مشاركتهما في المعرض الذي أقيم بمحافظة الوجه. فصنعت(أم بندر) الفرصة مستغلة إجادتها حياكة الصوف و(صناعة السدو) حيث حولتها إلى حِرف يدوية حديثة، ثم بدأت بصناعة اللحف، والتطريز بجميع أشكاله، على البلاستيك، والقماش، و»الإيتامين»، كما تصنع البسط، والسجاد من أعمال السدو، والكوروشيه، وتقول» أستخدم الصوف لصناعة الشالات، والفساتين، والقبعات، والكنزات النسائية، وشراشف الأطفال وغير ذلك كثير»، ولم تنس جهد أختها أم طارق التي تعاونها في جميع الأشغال.وتضيف أم بندر»تحتاج هذه المهنة إلى الصوف كمادة رئيسة لصناعة هذه المشغولات، وتعتمد على أنواع مخصصة من إبر الخياطة، وال»سنارات»، أما (السدو) فأقوم بصناعة آلته من الخشب بشكل بسيط في المنزل»، وتستخدم أم بندر أجود أنواع الصوف وهو الإسباني. وقالت حول اكتسابها هذه المهارة «اكتسبت هذه المهنة بالمحاكاة للأعمال المصنوعة، وأستطعت أن أطور فيها بصنع أشكال أخرى أكثر جمالاً، لقيت إقبالاً من زبائن المعارض نصف السنوية، بدأت الاحتراف منذ عشر سنوات تقريباً، حيث أصبحت مهنتي تدر عليّ بعض المال». واستحضرت أم بندر ذكرى بداية تجربتها وشقيقتها، من خلال جمعية الملك عبد العزيز الخيرية بتبوك، وقالت»هي أول مَنْ قدم الدعم لنا، بإقامة معرض لعرض منتجاتنا ومنتجات غيرنا ممن يعملن في هذه المهنة، تحت اسم (الأسر المنتجة) ودعوة رجال الأعمال والمسؤولين لزيارة هذا المعرض، وأستمرت في دعمنا، مقدمة لنا قبل إقامة المعرض مبلغاً يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة آلاف ريال، لنتمكن من تجهيز المعروضات في الوقت المحدد». وأشارت أم بندر إلى أنها شاركت في معرض عكاظ الماضي وحصلت على مبلغ ألفي ريال كغيرها من المشاركات في المعرض، إلا أن الأختين اتفقتا على أن غلاء أسعار المواد الخام كالصوف من أبرز العقبات التي تواجههن في هذه المهنة، حيث يصل ثمن الحبة الصغيرة منه إلى ثمانية ريالات.