حاول مقاتلون معارضون امس اقتحام مدرسة تدريب عسكرية شمال حلب يحاصرونها منذ اسبوعين، غداة سيطرتهم على قاعدة عسكرية مهمة في ريف حلب الغربي. واعلنت الاممالمتحدة امس ارتفاع عدد اللاجئين السوريين منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار/مارس 2011 والتي تحولت الى نزاع دام، الى نصف مليون لاجىء غالبيتهم الساحقة استقرت في الدول المجاورة لسوريا. على الارض، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس عن اشتباكات عنيفة في محيط مدرسة المشاة عند مدخل حلب الشمالي بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون اقتحام المدرسة التي يحاصرونها منذ اسبوعين. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان "المدرسة تمتد على مساحة كبيرة وهي مهمة جدا وفيها اكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية". الا انه اشار الى ان السيطرة عليها ستكون "صعبة جدا". من جهة اخرى، قتل 11 كرديا في سقوط قذائف هاون على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب الذي تقطنه غالبية كردية الاثنين، بحسب ما ذكر المرصد. وبين القتلى ثلاثة اطفال وامرأتان. واوضح ناشطون ان مصدر القصف مواقع للمقاتلين المعارضين. وفي تقرير آخر للمرصد السوري ان القصف تجدد من مواقع للقوات النظامية السورية صباح امس على الاحياء الجنوبية في دمشق التي تشهد منذ اسابيع اشتباكات وقصفا. كما تعرضت مدينة داريا وبلدات دوما وداريا وبيبلا ويلدا والمعضمية والغوطة الشرقية في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية. وقتل 44 شخصا الاثنين في دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية. وبلغت حصيلة القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 112. وبلغت حصيلة قتلى القوات النظامية في معركة قاعدة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي التي انتهت بسيطرة مقاتلين اسلاميين بغالبيتهم على كامل القاعدة ومركز البحوث العلمية التابع لها الاثنين، 36 عنصرا، فيما اسر وجرح 64 آخرون، بحسب المرصد. وقال المرصد في بيان امس ان المقاتلين من "جبهة النصرة وكتائب المهاجرين ومجلس شورى المجاهدين" الذين استولوا على القاعدة استكملوا سيطرتهم على "مركز ومستودعات البحوث العلمية في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي". وبدا واضحا ان سيطرة الاسلاميين على هذه القاعدة التي غنموا منها اسلحة وذخيرة تزيد من التنافس القائم في ريف حلب بين المجموعات التابعة للجيش السوري الحر والمقاتلين الاسلاميين وعلى رأسهم (النصرة) التي تزداد قوة يوما بعد يوم. وافادت وثيقة رسمية اميركية نشرت مساء الاثنين ان الولاياتالمتحدة تعتزم ان تعلن هذا الاسبوع ادراج جبهة النصرة المتهمة بالانتماء الى تنظيم القاعدة، على قائمتها السوداء للارهاب. ونتيجة لهذا التصنيف وطبقا للاجراءات الاميركية المعتمدة، يتم تجميد كل اموال جبهة النصرة في الولاياتالمتحدة ويحظر على اي مواطن اميركي التعامل معها. في جنيف، اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين في المنطقة المحيطة بسوريا وفي شمال افريقيا تجاوز النصف مليون شخص. ويقيم اللاجئون السوريون في تركيا ولبنان والاردن والعراق، ويصل اليها اكثر من ثلاثة آلاف منهم يوميا. واوضحت المفوضية ان اربعين في المئة فقط من اللاجئين السوريين المسجلين يعيشون في مخيمات للاجئين "والغالبية تعيش في اغلب الاحيان في منازل، عند سكان او في مساكن مشتركة". في باريس، صرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان امس ان فرنسا "لا تنوي التدخل في سوريا". واشار الى ان لا اثبات حتى الآن على استخدام دمشق للاسلحة الكيميائية. وعن امكانية حصول تدخل وقائي للغربيين في حال حصل ذلك، قال "هذه المسألة ليست مطروحة اليوم"، مضيفا "اذا استخدم بشار الاسد الاسلحة الكيميائية، يكون قد تم تجاوز الخط الاحمر وعندها سنتخذ الاجراءات التي نتفق عليها مع حلفائنا".وفي اطار الاتصالات الجارية على المستوى الدبلوماسي حول الازمة السورية، توجه العاهل الاردني عبدالله الثاني الثلاثاء الى لندن لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وتجتمع مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" اليوم في المغرب للمرة الاولى منذ انشاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الذي حصل على اعتراف عدد من الدول العربية والغربية. ويفترض ان يبحث المجتمعون في زيادة "الدعم الانساني والسياسي" للمعارضة السورية. وقد الغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مشاركتها في المؤتمر لاسباب صحية، وسيمثلها في الاجتماع احد مستشاريها. ويعلق المعارضون السوريون آمالا بالحصول على اعتراف اميركي كامل بالائتلاف الوطني خلال المؤتمر. بيوت مهدمة في داريا بالقرب من دمشق بفعل صواريخ اطلقتها مقاتلة سورية (رويترز)