تعرضت مناطق شرق دمشق وإلى الجنوب الغربي منها لقصف من القوات النظامية أمس الثلاثاء، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين معارضين ذات توجُّه إسلامي على بلدة في شرق سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني إن المناطق المحيطة بمدن وبلدات داريا وبيت سحم وعقربا تتعرض للقصف صباح اليوم. من جهتها، أفادت لجان التنسيق بأن قصفاً عنيفاً بالهاون والدبابات يستهدف بيت سحم لليوم السادس على التوالي. وقد قُتل ثمانية طلاب ومدرس من جراء سقوط قذيفة على مدرسة شمال شرق دمشق، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. وجاء في شريط إخباري عاجل على التلفزيون «في جريمة مروعة استشهد ثمانية طلاب وأحد المدرسين في مدرسة البطيحة الأولى في مخيم الوافدين». وفي الغوطة الشرقية قال المرصد إن القصف يطول البساتين حيث «تستمر (القوات النظامية) في تنفيذ عملياتها في المنطقة»، بينما يحلق الطيران الحربي في سمائها. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف «طال أيضاً جنوب شرق دمشق»، وأن «أصوات الانفجارات تُسمع في مناطق واسعة من ريف دمشق». وأضافت بأن الجيش «واصل ملاحقة المسلحين في البلدات المحيطة بطريق مطار دمشق الدولي»، وأن وحداته «دكت مقار للمجموعات المسلحة في بلدات بيت سحم وببيلا وعقربا». ويشهد محيط العاصمة السورية في الأيام الأخيرة حملة عسكرية واسعة تنفذها القوات النظامية للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، وتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط دمشق. وطالت العمليات للمرة الأولى محيط طريق مطار دمشق. وفي محافظة دير الزور (شرق) «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة على قرية التبني الواقعة على طريق الرقة - دير الزور، وذلك إثر اشتباكات عنيفة دارت ليل الاثنين»، بحسب المرصد. وأدت الاشتباكات إلى مقتل أربعة مقاتلين معارضين وأسر 11 جندياً نظامياً «بينهم ضابطان»، بحسب المرصد الذي تحدث ليل الاثنين عن قصف المطار العسكري في دير الزور «الذي يحاصره مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة بالقذائف وراجمات الصواريخ». إلى ذلك أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الثلاثاء أن استخدام سوريا أسلحة كيميائية سيؤدي إلى رد فعل «فوري» من الأسرة الدولية. وقال راسموسن قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي في بروكسل إن «أي استخدام لأسلحة كيميائية لن يكون مقبولاً على الإطلاق بالنسبة للأسرة الدولية. أتوقع رد فعل فورياً من الأسرة الدولية» في هذه الحالة. وأكد مسؤول أمريكي الاثنين أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الأسلحة الكيميائية بغاز السارين على الأرجح. ويأتي تحذير راسموسن بعد ساعات من موقف قوي صدر عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إذ حذر مباشرة الأسد بأن «اللجوء إلى أسلحة كيميائية غير مقبول، وسيكون غير مقبول بتاتاً. إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الأسلحة فستكون هناك عواقب، وستحاسبون عليها».