تعرضت قرى وبلدات في ريف معرة النعمان في شمال غربي سورية لقصف متواصل أمس هو الأعنف منذ سيطر المقاتلون المعارضون على هذه المدينة الاستراتيجية الاسبوع الماضي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. في موازاة ذلك تحدثت الهيئة العامة للثورة عن قصف قوات النظام الأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق، وقصف صاروخي على الغوطة الشرقية وبلدة حمورية في ريف العاصمة. فيما أفاد المركز الإعلامي السوري و «شبكة شام» المعارضة عن قصف بلدتي طفس وداعل في ريف درعا وغارات جوية على بلدة الرستن في ريف حمص. وحصدت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية أمس ما لا يقل عن 70 قتيلاً، منهم تسعة اشخاص في قصف على منازل سكنية في محافظة دير الزور (شرق). إذ قتل «تسعة مواطنين على الاقل بينهم سبعة اطفال دون سن الثامنة عشرة وأصيب العشرات اثر القصف الذي اصاب منازل ... قرب مفرزة الامن العسكري في مدينة الميادين» في دير الزور، وفق المرصد. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ل «فرانس برس» ان «خمسة من الاطفال السبعة هم دون السادسة من العمر». وكان المرصد افاد عن تعرض «قرى وبلدات حيش ومعرشمشة ومعرشمارين وتلمنس والدير الغربي وبسيدة في ريف معرة النعمان للقصف من طائرات حربية سورية» تواجه «بنيران مضاد طيران للكتائب الثائرة». وأوضح عبد الرحمن ان الغارات الجوية المستمرة «هي الاعنف منذ السيطرة على معرة النعمان». وأشار الى ان الجيش النظامي «يحاول حشد قواته لاستعادة معرة النعمان لكنه يواجه مشكلة في ايصال الامدادات الغذائية لعناصره الموجودين في المنطقة». وكان المقاتلون المعارضون تمكنوا نتيجة السيطرة على المدينة وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان، من اعاقة امدادات القوات النظامية. كذلك استهدف المقاتلون المعارضون نقاطاً عسكرية في محيط معرة النعمان، منها هجوم «نفذه مقاتلون من جبهة النصرة ومن الكتائب الثائرة المقاتلة» على حاجز ورتل عسكري في محيط بلدة حيش، وعلى حاجز الزعلانة في محيط معسكر وادي الضيف «الذي تعرض ايضاً للقصف»، بحسب المرصد. ويعد وادي الضيف المعسكر الاكبر للقوات النظامية في المنطقة، وسبق للمقاتلين ان حاولوا اقتحامه في الايام الماضية. في ريف ادلب، قتل طفل وطفلة يبلغان من العمر ست سنوات وعشر سنين جراء قصف تعرضت له بلدة كفرنبل، وفق المرصد. وفي حلب التي تشهد معارك دامية منذ ثلاثة اشهر، تعرض حيا الشعار والعامرية في شرق المدينة للقصف من القوات النظامية، وفق المرصد الذي كان افاد عن اشتباكات صباح امس في حيي الحمدانية والميدان (وسط). من جهته افاد مصدر عسكري ل «فرانس برس» عن اندلاع اشتباكات ليلية بعد قيام المقاتلين المعارضين بمحاولات تسلل على محاور عدة، لا سيما في ساحة عبد الله الجابري وباب الجنين في المدينة القديمة (وسط)، مشيراً الى ان القوات النظامية «تمكنت من صدهم». إلى ذلك قتل قناص متمركز في إحدى الأبنية المجاورة للجامع الكبير بحلب، المهندس مروان جرادة عضو لجنة ترميم الآثار السورية. وذكرت مواقع سورية أن عضو اللجنة جرادة خرج برفقة أعضاء من اللجنة للكشف عن أوضاع الجامع الأموي وما لحق به من دمار. وأضافت أن المهندس قتل أثناء تجواله بنيران قناصة أصابته في فخذه. وبقي ينزف حتى فارق الحياة. وبحسب ما ذكرت تنسيقية الثورة الحلبية، فإن عناصر من الجيش السوري أجبروه على الذهاب إلى المسجد لدراسة ترميمه فأصابه القناص. وأضافت أنه منع إسعاف المهندس حتى توفى متأثراً بجروحه. وفي دمشق، تعرض حي جوبر (غرب) للقصف من القوات النظامية، وفق المرصد. وفي ريف العاصمة، تجدد القصف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية والهامة «رافقته اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على المنطقة». وفي ريف العاصمة، تدور اشتباكات في عين ترما وزملكا، وتتعرض مدينة الزبداني للقصف من قبل القوات النظامية «التي تحاول السيطرة على المدينة»، وفق المرصد. وفي مدينة حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية للقصف ودارت اشتباكات في محيطه. وتحاول القوات النظامية اقتحام الحي الخاضع، كما عدد من الاحياء وسط المدينة، لسيطرة المقاتلين المعارضين الذين يعتبرون حمص «عاصمة الثورة». وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «قضت وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة على مجموعة ارهابية مسلحة قرب حديقة بيت علو بحي الخالدية بمدينة حمص ودمرت قاعدة اطلاق قذائف صاروخية ورشاش دوشكا»، اضافة الى قتل «عدد من القناصين في حي جورة الشياح بين جامع الفتح والمستشفى الوطني». كما تعرضت قرى في ريف مدينة القصير في محافظة حمص للقصف «من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على المنطقة منذ ايام وتواجه مقاومة شرسة». من جهة اخرى قال عبد الرحمن ل «فرانس برس» ان الجثث التي عثر عليها الاحد في مشرحة مستشفى في جنوب غربي دمشق «عددها 28 وتعود غالبيتها الى جنود نظاميين، والبقية لمقاتلين معارضين»، قتلوا «في اشتباكات في محيط العاصمة خلال الاسابيع الماضية».