استقبل الرئيس المصري محمد مرسي نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز بالقاهرة أمس. وذكرت مصادر برئاسة الجمهورية المصرية أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة في مختلف المجالات ، إضافة إلى الأوضاع في سوريا والتطورات في الشرق الأوسط ، كما قدم بيرنز التهنئة بانتخابه رئيسا لمصر. كان بيرنز التقى مساء أول من أمس عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، بحضور آن باترسون السفيرة الأمريكية في القاهرة، واستمر اللقاء قرابة الساعة. وقال بيان صدر عن مكتب موسى، إن اللقاء تناول الأوضاع الإقليمية والموقف في سوريا، والتغيير في المنطقة العربية، والموقف في مصر. وتأتي زيارة بيرنز قبل أيام من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر في الرابع عشر من يوليو الجاري ، قبل أن تتوجه لإسرائيل بعدها مباشرة في أول زيارة لها لتل أبيب منذ عامين. واعتبر مراقبون أن الإدارة الأمريكية تتحرك سريعا لتقريب وجهات النظر بين مصر وإسرائيل عبر العديد من القنوات ، منها وزارة الخارجية، ومنها تحركات مسؤولين رفيعي المستوى في المخابرات الأمريكية " سي آي إيه" يلتقون مع نظرائهم في كلا البلدين لتأكيد التعاون الأمني رفيع المستوى الذي كان قائما في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، برعاية مباشرة من الولاياتالمتحدة لضمان مصالح جميع الأطراف ، وتقديم واشنطن دعما اقتصاديا كبيرا للقاهرة، مقابل التمسك بالحوار الإستراتيجي. وبعثت واشنطن قبل زيارة كلينتون بإشارات إيجابية للرئيس المصري محمد مرسي ، مشيدة بإعلانه عن خطط تأسيس حكومة ائتلافية موسعة ، كما أكدت دعمها لاتفاقية السلام مع إسرائيل كجزء من الالتزامات الدولية للحكومة الأمريكية. على ذات الصعيد استقبل وزير الخارجية المصري محمد عمرو امس وليم بيرنز ، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ، الذي يزور مصر حاليا. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن اللقاء قد ركز على بحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين ، كما تطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية ، وفي مقدمتها الوضع في سوريا ، وملف عملية السلام. وقد أكد بيرنز خلال المقابلة دعم الولاياتالمتحدة للاقتصاد المصري ، مشيرا إلى أن وفدا اقتصاديا أمريكيا سيزور مصر قريبا لبحث سبل تقديم الدعم لمصر ، يليه وفد آخر لرجال الأعمال لبحث تعزيز الاستثمارات الأمريكية في البلاد ، وقد لقي هذا ترحيبا من جانب وزير الخارجية الذي أكد استقرار الأوضاع في مصر وتحسن مناخ الاستثمار الأجنبي ، لا سيما مع ما تقدمه الحكومة المصرية من ضمانات لحماية الاستثمارات الأجنبية. وأضاف المتحدث أن اللقاء قد تناول أيضا الوضع في سورية ، وذلك على ضوء مشاركة وزيري خارجية البلدين في اجتماع أصدقاء سورية في باريس الجمعة ، حيث أكد محمد عمرو دعم مصر لجهود حل الأزمة وتوحيد صفوف المعارضة السورية وتشجيعها على تقديم رؤية موحدة لمستقبل البلاد ، مشيرا في هذا الصدد إلى مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في القاهرة الأسبوع الماضي. كما تطرق اللقاء إلى ملف عملية السلام المتعثرة بسبب الاستيطان الإسرائيلي، حيث أكد وزير الخارجية على ضرورة تحمل الحكومة الإسرائيلية لمسؤولياتها في هذا الشأن والتوقف عن وضع العراقيل في طريق عودة المفاوضات واستئناف عملية السلام.