لقي 30 شخصاً من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم وأصيب العشرات امس في خمس غارات جوية استهدفتهم في مدينة عزان بمحافظة شبوة شرق اليمن. وقال مدير أمن شبوة أحمد المقدشي إن الغارات استهدفت منزلاً يتجمع فيها عناصر القاعدة ونقطة تفتيش في مفرق عزان-الحوطة وفناء منزل آخر يوجد به سيارات ومعدات تابعة للقاعدة. واكد المسؤول اليمني أن من بين القتلى قيادات واجانب. وقالت مصادر محلية إن إحدى الغارات استهدفت منزلاً وسيارة كانت تقف امامه وسط مدينة عزان التي تعتبر معقلاً للقاعدة واحد المناطق التي سيطر عليها التنظيم العام الماضي. واشارت المصادر الى أن المسلحين يقيمون في تلك العمارة وتتداول في الاوساط المحلية شائعات عن أنهم يستعملون العمارة كمعمل لصناعة المتفجرات. القاعدة او من تسمى ب"أنصار الشريعة" نفت في بيان لها مقتل اي شخص واتهمت طائرات امريكية بتنفيذ الغارات في عزان التي فر اليها المئات من عناصر القاعدة الذين خرجوا من جعار وزنجبار. وتتوقع مصادر عسكرية ومحلية ان تكون عزان المحطة الجديده في الحرب ضد القاعدة وسط انباء عن فرار الكثير من العناصر من المدينة الى الجبال والى منطقة الحوطة التي قالت مصادر محلية إن المسلحين قاموا بحفر الخنادق استعدادا للمواجهات. وتاتي الغارات بعد يوم واحد من إعلان السلطات تحرير مدينة زنجبار عاصمة ابين ومدينة جعار احد المعاقل الرئيسة لتنظيم القاعدة بعد سيطرة المسلحين عليها لأكثر من عام. وذكرت مصادر محلية ان اشتباكات بين الجيش المسنود باللجان الشعبية وقعت امس في منطقة العرقوب وهي سلسلة جبال وعرة تطل على مدينة شقرة وهي مدينة ساحلية يسيطر عليها مسلحو القاعدة. واكدت المصادر سقوط قتيلين واصابة 17 آخرين في صفوف الجيش فيما لم يعرف ضحايا القاعدة. واشارت لمصادر الى ان قوة عسكرية هائلة تحتشد في المنطقة في طريقها لتحرير شقرة. وفي زنجبار ذكرت مصادر محلية ان اربعة مواطنين لقوا مصرعهم في انفجار لغم ارضي امام منزل زرعته القاعدة بمدينة زنجبار خلال معارك سابقة مع وحدات الجيش اليمني فيما أصيب قيادي عسكري بارز بانفجار لغم آخر زرع بالقرب من مصنع 7 أكتوبر بمنطقة جعار. وأسفر انفجار اللغم الأول والذي وقع بمنطقة باجدار عن مقتل اربعة مدنيين من أبناء قبلية آل باكازم عادوا إلى ديارهم بحي باجدار الواقع إلى الشمال الشرقي من زنجبار. وفي منطقة الحصن قالت مصادر عسكرية إن قيادياً بارزاً في الجيش أصيب بجراح بالغة إثر انفجار لغم ارضي زرع بالقرب من مصنع 7 أكتوبر. ويواجة الجيش اليمني واللجان الشعبية تحدياً كبيراً في الحفاظ على الانتصار وإعادة الأمن والاستقرار الى المدينتين المحررتين وتسهيل عودة عشرات الآلاف من النازحين. واعلنت السلطات عن استعداد 1600 من رجال اللجان الشعبية للانتشار في مدينة زنجبار. من جانبه قال العميد احمد المقدشي مدير الأمن في محافظة شبوة في بيان نشر على موقع وزارة الدفاع على الانترنت إن ثلاث ضربات جوية استهدفت مناطق يسيطر عليها متشددون داخل بلدة عزان وخارجها مما أسفر عن مقتل 30 مسلحاً وإصابة عشرات آخرين. وتؤكد هذه الهجمات فيما يبدو إصرار الجيش على التأكيد على تفوقه بعد استعادة مدينتي جعار وزنجبار الثلاثاء مما أجبر المئات من المقاتلين الإسلاميين على الفرار. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الضربات نفذتها طائرات حربية يمنية أم طائرات أمريكية بلا طيار. وقال مسؤول محلي في عزان إن ضربة واحدة على الأقل نفذتها طائرة بلا طيار. واستخدمت واشنطن مرارا الطائرات بلا طيار لاستهداف متشددين يمنيين لمحاولة احتواء خطر تحث الولاياتالمتحدة الحكومة اليمنية على اخذه بشكل اكثر جدية. وقالت جماعة أنصار الشريعة المنبثقة عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان إن طائرات أمريكية بلا طيار شنت خمسة هجمات على عزان صباح امس. ونفت مقتل أو إصابة أي من أفرادها. وكانت استعادة جعار وزنجبار أهم انتصار يحققه الجيش في مواجهة المتشددين خلال أكثر من عام من الاضطرابات السياسية التي جعلت اليمن على شفا الحرب الأهلية. وبدأ بعض سكان المدينتين العودة إلى ديارهم امس. ومع زيادة المتشددين جرأة بسبب ضعف سيطرة الحكومة على البلاد خلال الانتفاضة الشعبية العام الماضي والتي اطاحت بالرئيس علي عبدالله صالح سيطروا على جعار في مارس/ اذار 2011 قبل احتلال زنجبار وبلدة شقرة الساحلية. ويقول مسؤولون أمريكيون إن الرئيس عبدربه منصور هادي الذي تولى السلطة في فبراير/ شباط بعد توقيع صالح على اتفاق لنقل السلطة توسطت فيه دول الخليج في المعركة مع التشدد أكثر من صالح. ويعتقد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفرع الأكثر نشاطا في التنظيم العالمي وتآمر لشن عدد من الهجمات الفاشلة على أهداف امريكية.