بدأ وزراء الخارجية العرب امس الاربعاء اجتماعا مطولا يمهد لانعقاد القمة العربية اليوم في بغداد حيث تحتل تطورات الازمة السورية صدارة جدول الاعمال.وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بداية الاجتماع في قاعة القدس بالقصر الجمهوري داخل المنطقة الخضراء المحصنة ان "انعقاد قمة بغداد يؤشر الى بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية التي تشهد تطورات وتغيرات سياسية غير مسبوقة".ورأى ان استضافة بغداد لاعمال القمة للمرة الاولى منذ 1990 "رسالة لعودة العراق الى محيطه العربي والاقليمي واندماجه في منظمومة العمل العربي بعد سنوات طويلة من العزلة".وذكر ان القمة تسعى الى "تعزيز الالتزام بالتضامن العربي والعمل المشترك وحفظ امن الدول العربية كافة وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني وعدم التدخل في شؤونها". وتابع ان القمة تهدف ايضا الى "تعزيز العلاقات العربية وتسوية الخلافات بالحوار الهادف والبناء والحفاظ على المصالح القومية الرامية الى حل الازمات في الاطار العربي". واكد مصدر في الجامعة العربية مشاركة 11 وزير خارجية في الاجتماع الذي انطلق عند الساعة 12,30 (09,30 تغ) ويستمر لنحو خمس ساعات بينهم وزراء خارجية الجزائر وتونس وليبيا ولبنان والكويت واليمن. وتطغى الاحداث في سوريا التي تشهد منذ اكثر من عام موجة احتجاجات غير مسبوقة قتل فيها الآلاف، على اعمال القمة، وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع الازمة السورية.وفي السياق، قال زيباري "نؤكد على دعمنا الكامل للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديموقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه وادانة اعمال العنف والقتل".وشدد على "التمسك بالحل السياسي والحل الوطني ورفض التدخل الخارجي في الازمة السورية"، مؤكدا دعم مهمة مبعوث الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان في سوريا الغائبة عن القمة الحالية بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة. المالكي يحذر الدول العربية من أن يطالها الإرهاب كما طال العراق وكان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال للصحافيين في بغداد الثلاثاء ان "الموضوع السوري سيحتل مكانة بارزة في المناقشات". والى جانب الموضوع السوري، تطالب مشاريع قرارات اخرى الولاياتالمتحدة "بعدم استخدام حق النقض في مجلس الامن ضد القرار العربي لمطالبة الدول الاعضاء في الاممالمتحدة للاعتراف وقبول انضمام دولة فلسطين للاسرة الدولية". وسترفع الى القمة ايضا مشاريع قرارات حول الجولان السوري المحتل وحول "التضامن مع لبنان" وتطورات الوضع في الصومال واليمن و"الارهاب الدولي وسبل مكافحته" و"مشروع النظام الاساسي للبرلمان العربي". وقال زيباري في كلمته ان القمة العربية "تتطلع الى علاقات ايجابية مع دول الجوار العربي مبنية على المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول بما يسهم في تعزيز الامن الاقليمي وامن الخليج العربي". من جهته حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الدول العربية من أن يطالها الإرهاب كما طال العراق في حال تهاونها في مجال التعاون المشترك لمكافحته.وقال المالكي في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد ظهر الأربعاء إن " الارهاب الذي استهدف العراق طيلة السنوات الماضية لن تكون الدول العربية بمنأى من هجماته ضد بلدانها وشعوبها لاسيما تلك الدول التي تعاني من هشاشة في وضعها الأمني". واضاف "لذلك ندعو الى ضرورة تعزيز وتفعيل التعاون الأمني العربي في محاربة الإرهاب ومكافحته وتجفيف منابعه من خلال تشكيل منظومات عربية تعنى بمكافحته والقضاء عليه من اجل تعزيز السلم العالمي من هذه الآفة التي لا دين ولا قومية ولا مذهب لها".ولفت المالكي الى ان الشعوب العربية "كما نلمس اليوم وبشكل واضح غير راضية عن حكوماتها في ظل التحديات الأمنية والمخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلدانها.. لذا لا بد من الانفتاح على دول العالم للاستفادة من تجاربها في معالجة مشاكل بلداننا بالشكل الذي يحقق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية".وقال "إننا اليوم نأمل وفي ظل المتغيرات التي شهدتها وتشهدها بعض الدول العربية ان يحقق هذا الاجتماع والقمة العربية تغيراً في معالجة المشاكل والأزمات كما نؤكد على ضرورة تطوير عمل الجامعة العربية ومؤسساتها بما يناسب التغييرات التي شهدتها بعض الدول العربية". وأعلن وزير الخارجية العراقي رئيس الدورة الحالية لمؤتمر وزراء الخارجية العرب عن تحويل جلسة المؤتمر الافتتاحية العلنية إلى جلسة مغلقة طالبا من الصحفيين مغادرة القاعة. وأعلن زيباري قبل ذلك أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن 10 فقرات في مقدمتها الوضع في سوريا والقضية الفلسطينية والوضع بالصومال.وكان زيباري تسلم في مستهل الجلسة التي شارك فيها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رئاسة الجلسة من رئيس الدورة السابق وزير الخارجية الليبي اشور بن خيال ،كما ألقى في الجلسة وزير خارجية ليبيا كلمة.بعد ذلك ألقى الأمين العام للجامعة العربية كلمة استعرض فيها جدول أعمال القمة العربية.ويعقد وزراء الخارجية أو من ينوب عنهم جلستين صباحية ومسائية لإقرار البيان الختامي للقمة العربية وإعلان بغداد.