طلبت ربي عالم السر والغيب يقبل صلاتي له ويقبل صيامي ويجعل لنا عرضٍ نزيهٍ عن العيب ويفكنا من شر سو الاثامي(1) والا ابن آدم ملفا الردا والعذاريب لو ما فعل رميت عليه التهامي وجليت عن نفسي شبا الشك والريب ولا حسب يلقون العرب بي كلامي وربعي لقوا بي عقب ما شبت لي عيب بتسطير كتب مفسرين الحلامي قلت اخبروني ويشم فضا هاك العيب قالوا على ساقة رفيقك تحامي قلت ان ذاك عيبٍ من قديمٍ لنا عيب مستارثينه من خوال وعمامي العيب ترك المعرضه بالمواجيب والا الرفيق بفزعته ما تلامي رفيقنا كنه بروس الشخانيب بيراس حيدٍ نايفٍ ما يضامي رفيقنا ما نجدعه للقصاصيب يجبر بنا لو مكسره بالعظامي رفيقنا لو هو من الجد (......) متجودٍ منا برأس السنامي الشر ما نسعى بجره بتقريب ونذرا إلى هبت لنا بلولامي هذي قدايمنا إلى عدوا الطيب وكلٍ يريع لفعل اهله القدامي يوم الوغا ما نستشير الزواريب الى طار عن سود العيون اللثامي مركاضنا يشبع به النسر والذيب ونروي معاطيش السيوف الظوامي نلحق على حردٍ يجنك جناديب(2) بمطارقٍ مع مثل صف النظامي يتلن ابو بندر ربيع السعابيب اللي على ميره عيش اليتامي فان سلم رأس مبيد الكنس النيب حريبنا ما يهتني بالمنامي عنو بها ركاب عوج المصاليب(3) من مصرٍ الغربي الى دار يامي الشاعر: عبيد بن علي بن رشيد من عبده من شمر شاعر وفارس تناقل أشعاره وأخباره الرواة وله ديوان مخطوط كان الساعد القوي لشقيقه الأكبر الأمير عبد الله بن رشيد ولد في حائل مطلع القرن الثالث عشر الهجري وتوفي رحمه الله عام 1286ه. مناسبة النص: تذكر الروايات أن لعبيد صديقاً من قوم غير قومه فكان باراً به حريصاً عليه ويبدو أن ذلك لم يرق لبعض أقرباء عبيد خاصة وهو بنظرهم أقل مستوىً من هذه المكانة التي حظاه بها عبيد وعندما وقع بينهم وبينه بعض الخلاف وجدوا عبيد مدافعاً عنه ومهدداً كل من يحاول أن يمس كرامته فأبدوا تذمرهم من ذلك فكانت هذه القصيدة رداً من الشاعر عليهم. دراسة النص: للشاعر عبيد بن رشيد شهرة ولقصائده شيوعاً بين الناس وقلما تجد من لا يحفظ البيت أو البيتين من قصائد عديدة وقد وردتني بعض الاتصالات من المتابعين بعد نشر المقال السابق مطالبة بقصائد أخرى لشاعرنا ولاشك أن هذه القصيدة التي بين يدينا ذات شهرة وتداول خاصة أنها تحمل مضامين عربية أصيلة في قيمة الصداقة ومراعاة حقوق الصديق وقد اعتمدت هنا على مخطوط هوبير وعند مقارنته بمخطوط الصويغ(وهما الأقدم) لم أجد بينهما سوى بعض الفروقات البسيطة وقد أشرت لها في الهوامش. والقصيدة يبلغ عدد أبياتها عشرين بيتاً،وقد بدأها الشاعر بمطلع ديني حيث اشتهر شاعرنا بتدينه بل إنه كان شديداً في هذا الجانب ،فقد دعا الله عز وجل أن يتقبل منه صلاته وصيامه وان يجعل له سمعة حسنة وذكراً طيباً بين الناس ليس فيه ما يشين وان يكفيه الله أحاديث الناس المسيئة،بل يرى أن الإنسان عند الآخرين دائماً متهماً بالعيب وان لم يفعل ما يعيب ،وقد كان شاعرنا مبتعداً عن كل ما هو مظنة لشك وارتياب الناس وبالتالي لم يدر في خلده أن هناك من سيتكلم عنه بما يسيء مستنكراً أن أقرباءه تحدثوا عنه بعد أن كبر سنه بأن فيه عيباً وهو مدافعته عن صديقه ليؤكد شاعرنا أن هذا الذي يرونه عيباً واستنقاصاً ليس بجديد بل هو إرث عائلي من الأعمام والأخوال، وليقلب معيار العيب إلى اعتزاز وافتخار بما شرعه آباؤه مؤكداً أن الإنسان لا يلام بمثل هذا بل يلام عند ترك (المواجيب) ومما يرونه واجباً عليهم مراعاة الصديق وحمايته وهو عندهم بمنزلة رفيعة منيعة لا يسمحون لأحد بالتطاول عليه،ولا يتخلون عنه في أحلك الظروف ولو أراد الآخرون أخذ الثأر منه فلن يتركوه لهم وهم له سند وعز وجبر لكسره،وان هذا فعل أجدادهم القديم الذي يشهر بين الناس كفخر وفعل طيب،وأنهم سيتبعون ما كان عليه آباؤهم،كما أنهم في الحروب والشدة لا يستشيرون الجبناء عندما تستثيرهم النساء الجميلات ذوات العيون السوداء اللائي رمين باللثام تحميساً للفرسان على القتال ففي هجومهم سيتركون جثث الأعداء وجبة الجوارح والسباع،وهؤلاء الفرسان هم أتباع أبو بندر طلال بن عبدالله الذي بالربيع الذي يقصد وجعل للأيتام مخصصات معيشية. الهوامش: 1- جاء عن الصويغ(سو الافامي)جمع (فم) على لهجة أهل حائل تنطق(الاثامي)والسياق المعنوي للنص يرجح هذا المعنى الذي يرتبط بحديث الناس المسيء عما يرونه عيباً بينما (الإثم) في جميعه سوء. 2- أعتقد أنها(جرد) وجاء عند الصويغ(نلحق على سرد) وكلاهما مما توصف به الخيل. 3- جاء عند الصويغ(غنوا بها) وهو الأرجح.