أجمع بعض نجوم كرة القدم في الأندية الرياضية على أن «الفبركة» الصحافية هي سبب اختيارهم للإدلاء بتصاريح للقنوات الرياضية الفضائية من دون الصحف، مؤكدين أن الحديث لمراسلي القنوات وخصوصاً في النقل المباشر للمباريات يسهم في تقديم رأيه وحديثه بصورة مباشرة وواضحة للمشاهدين كافة، من دون تحريف أو زيادة ونقص. كما أن الحضور اللافت للقنوات الفضائية الرياضية في الملاعب السعودية أسهم بشكل كبير في اتجاه اللاعبين صوب كاميرات تلك القنوات، خصوصاً بعد التنظيم الجديد في غالبية الملاعب فيما يخص مناطق «الالتقاء بوسائل الإعلام» المعروفة ب«المكس زون» التى أقرتها هيئة دوري المحترفين السعودي في مباريات الدوري. وبرر قائد فريق الهلال، ياسر القحطاني توجهه صوب كاميرات مراسلي القنوات الفضائية لبحثه عن المصداقية، وقال: «عندما أتحدث بنفسي وأظهر على الشاشة يصل حديثي للمشاهدين كافة بشكل واضح، وتكون المصداقية في ذلك أكثر من الصحف، وحالياً القنوات تقوم بدور إعلامي كبير، ونحن كلاعبين نظل نحترم محرر الصحف كافة». واتفق حارس النادي الأهلي، تيسير الجاسم مع ما طرحه قائد الهلال ياسر القحطاني، وأكّد أنه يفضل الإدلاء بتصاريح لمراسلي القنوات الرياضية الفضائية من دون محرري الصحف، وقال: «للأسف هناك بعض الصحافيين لا يكتب في التصريح كل ما أريده، بل ونجد أن هناك تحريفاً في بعض التصاريح، لهذا أفضل كثيراً التصريح للقنوات، لأن الظهور عبر شاشات التلفزة واقعي ومقنع للمشاهد وللجمهور كافة». فيما نفى قائد النصر، حسين عبدالغني بأن يكون هناك عدم ثقة في التصريح والحديث للصحف، وقال: «من وجهة نظري الشخصية وبحكم خبرتي في الملاعب وتعاملي مع وسائل الإعلام المختلفة كافة، أعتقد أن البعض من اللاعبين يتجهون للتصريح والحديث للقنوات الفضائية واختيارهم لها، فقط لتخوفهم من عملية الفبركة الصحافية والزيادة في التصريح عما كان عليه المضمون، أو ما يرمي إليه اللاعب أو حتى المسؤول ما قد يتغير في فهم التصريح لدى الجمهور الرياضي، ولأن أي حديث هو في النهاية محسوب على أي لاعب أو عامل في الشأن الرياضي أمام المتلقي، ومن هذا المنطلق تجد البعض يترك الحديث في الصفحات الرياضية ويتجه للقنوات الفضائية لأنه قد يتخوف من أن يكون هناك فبركة أو زيادة أو نقصان في حديثه، ولذلك تكون هناك رد فعل من موقف ما». وأضاف عبدالغني: «لا أنسى أن هناك بعض الصحف تضع التصريح وفي أعلاه عناوين مثيرة ولا تكون تحت دائرة المضمون، وتكون هناك إثارة مفتعلة وغير صحيحة وربما تكون هناك مشكلات كبيرة تحدث بسبب ذلك التصريح، ولا أعتقد أن اتجاه البعض للقنوات الفضائية في التصاريح عائد لعدم الثقة إنما فقط الفرق أن التصريح الفضائي يكون مباشراً وغير قابل للفبركة والتحريف والتدخل، والعكس صحيح، وفي ظل التطور الكبير الذي يشهده الإعلام بات التعامل معه سهلاً ومترابطاً بشكل كبير، وكلاعب أتعامل مع وسائل الإعلام بالأهمية ذاتها ولا أتخوف أبداً في حديثي أو تصريحاتي لمن أثق فيه وأتعامل معه، ويبقى كل شخص مسؤول عن تصرفاته وأحاديثه وتصريحاته كافة، وخبرتي المتواضعة تتيح لي ولله الحمد أن أختار الوقت والمكان والمناسبة التي أتحدث فيها، ولكنني ولله الحمد أتمتع بعلاقات واسعة ومتميزة مع الإعلاميين ووسائل الإعلام من دون الحاجة لأية وساطات بين الأطراف». بينما أرجع مهاجم الشباب، يوسف السالم قلة أحاديثه الإعلامية عبر وسائل الإعلام المقروءة وتفضيله لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة لأسباب عدة، قائلاً: «لا يوجد خصام بيني وبين وسائل الإعلام أبداً، إلا أن هناك تفاوتاً في تعاطي الأمر بالنسبة لي، وبطبعي أحبذ الأحاديث الإعلامية التلفزيونية لاعتبارات عدة أهما أن الحديث التلفزيوني لا يمكن تحويره أو فبركته بعكس الحديث الصحفي، وسبق وأن أجري معي حوار في إحدى الصحف وفوجئت بعد نشره بكلام لم أقله أبداً، وكان الحوار مفبركاً بلغة الصحافة، وهذا جعلني احتاط كثيراً، كما أن هناك مبررات أخرى تقلل من ظهور اللاعبين للحديث في الصحف خصوصاً بعد نهاية المباريات، بسبب أن غالبية اللاعبين بعد نهاية أية مباراة يكون تجهيزهم للمغادرة واللحاق بالحافلة أو بالطائرة خصوصاً في اللقاءات التي تقام خارج المنطقة، وبالتالي هذا الأمر يضعف رغبة أي لاعب في إجراء حديث للصحافة».