شكل الاتفاق خلال الموسم الرياضي الحالي علامة فارقة في دوري (زين) السعودي واصبح واحدا من اهم اضلاع متعة كرة القدم المحلية بفضل جماعيته وروح افراده العالية وعمل مدربه ونتائجه وقدرته على قلب الطاولة لصالحه في الكثير من المباريات، وما تحقق له من نجاحات جاء بتوفيق رب العالمين ثم ان هيأ له ادارة محنكة تعرف كيف تعالج العثرات وتحل المشاكل وتواجه الظروف وترتب الاوراق، ومدربا متمكنا يدرك حجم قدرات فريقه ونجومه وتوظيفهم بطريقة مثالية واسلوب يصنع الفارق لمصلحة الفريق ويرغم الفرق الاخرى على الاستسلام، ثم جهازا اداريا يعتبر السند القوي للمدرب على صنع توليفة مميزة من اللاعبين الذين اصبح الكثير منهم مطعما للاندية المنافسة بل وصلت اسعارهم الى ارقام كبيرة، بعدما كان المنافسون يرون اللاعب الاتفاقي اقل امكانات وسعرا من لاعبيهم. في الدوري قدم الاتفاق مستوى لم يسعد جماهيره ويحقق نتائج تفرحهم، انما امتع عشاق الكرة في كل مكان، وتميز على الكثير من الفرق التي تتفوق عليه بالجماهيرية والمال والدعم الشرفي، وكان نتاج ذلك ان اصبح قريبا من الصدارة ب42 نقطة، وهذا الابداع الاتفاقي جعل الكثير يتعاطفون مع الفريق ويرون فيه القدرة على اشباع نهمهم الكروي في مختلف المباريات التي تقام في الدمام وخارجها، وان جئنا للحراسة ممثلة بفايز السبيعي فهو مطمع كبير لكل الاندية، بل ان هناك من يراه انه الحارس السعودي الاول نتيجة عملقته ومهارته وثقة زملائه ومدربه به وتصديه للكثير من الاهداف وقيادة فريقه للفوز، وبالنسبة للدفاع فهو يعد واحدا من افضل الدفاعات بدليل تفاهم وتماسك افراده وصعوبة اختراقهم، وكثيرا ما كان الظهيران مصدر خطورة على مرمى الخصم بفضل الغارات وبناء الهجمات الجانبية المرهقة للخصم. ولا يقل الوسط عنهم تميزا من حيث بناء الهجمة وسهولة السيطرة على الكرة وشل حركة الفريق الخصم وسط الميدان، يميزه في ذلك حيوية افراده وتناغمهم مع الهجوم وبناء الهجمات بطريقة عجيبة، فضلا عن العودة السريعة لمساندة الدفاع بأسلوب اكثر فاعلية واضعافا لهجوم الخصم، اما الهجوم بقيادة تيغالي والخطير يوسف السالم وحضور كل من يحيى الشهري وحمد الحمد فيعد الاخطر والاكثر ارعابا لدفاع الخصم، الامر الذي يجعل الخصم يحتار من يراقب؟ ونتج عن هذه الروح والافضلية الاتفاقية المنافسة القوية على الدوري ثم التأهل الى نهائي كأس ولي العهد امام شقيقه الهلال الجمعة المقبل، وعلى الرغم من عامل الارض والجمهور وبعض الترشيحات التي تذهب للأخير الا ان (فارس الدهناء) لديه ما يمكنه من انتزاع الكأس والعودة الى المنصات، وحتما سيجد الهلال صعوبة كبيرة في التغلب على خصمه، فهو ان راقب الهجوم لم يسلم من حلول الوسط وقدرته على فك الحصار والتسجيل، وان حاول فرض سيطرته على الوسط شل جزءا من حركته وبالتالي اضعاف هجماته، اما ان حاول الفريق الازرق تخطي النشاط والجماعية الاتفاقية في الوسط فهو يصطدم بدفاع قوي لا يمكن ان يتم تحطيم متاريسه بسهولة، ومن هذا المنطلق نرى (وان غضب الهلاليون) ان الكأس ستذهب هذه المرة الى الساحل الشرقي خصوصا اذا ما قدم فريقهم ذات المستوى الذي قدمه في مباراته الاخيرة امام القادسية في الدوري 3-صفر خصوصا الشوط الثاني، فالجماعية والنشاط والروح العالية عوامل تميز الاتفاق عن غيره ولا نستبعد ان يضع (مارادونا الكرة السعودية) يحيى الشهري بصمته في النهائي الكبير فهو لاعب موهوب وعنصر متمكن ونجم ينتظره حضور كبير ليس في هذه المباراة انما في مناسبات اخرى. عموما هذه النظرة العامة حتما لا تبخس الهلال حقه ولا تفي الاتفاق حقه من الاشادة فهو فريق جدير بالاحترام منذ عهد اول بطولة خارجية حققها باسم الرياضة السعودية وانجازات محلية وخارجية اخرى وضعته من الاندية الكبيرة والمهمة في منطقته وخارطة الكرة ومن يحاول ان يبعده عن الترشيحات فهو ينتقص من قيمة هذا الفريق العملاق ويحاول ان يضع العراقيل في طريقه حتى لو من باب تضخيم الخصم فهو لا يعرف تاريخ هذا النادي العريق الذي صنعه عبدالعزيز الدوسري وهلال الطويرقي وخليل الزياني وبقية رجاله الذين ربما احتفلوا بعد غد ببطولة كبيرة تليق بتاريخ اتفاقهم واتفاقيتهم.