النوم يشكل جزءاً مهماً من حياتنا وهو جزء حيوي من حياتنا اليومية فكل شخص لابد ان ينام عدة ساعات خلال اليوم حيث يستريح الجسم كي يقوم الشخص بعد النوم متمتعاً بحيوية ونشاط وقدرة على التركيز والعمل، معدل النوم يختلف من شخص لآخر فالمعدل الذي يعتبر طبيعياً هو مابين ست الى ثماني ساعات ولكن هناك اختلافات فردية بين بعض الاشخاص في الاكتفاء من ساعات النوم بعض الاشخاص ينام اقل وبعضهم ينام اكثر وهذا يرجع الى عوامل كثيرة منها العوامل الوراثية والعملية والتعود.. لكن ماذا يحصل للشخص اذا لم يستطع النوم ويجد صعوبة بالغة في النوم؟ بعض الناس يتقلبون ساعات في الفراش قبل ان تغفو اعينهم ويهجعون الى نوم مريح وعميق.. وبعضهم تطلع عليه الشمس وهو لم يستطع النوم..! هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات النوم يعانون من مشكلة صحية حقيقة فالشخص الذي لاينام عدداً مريحاً من الساعات يكون خاملاً اثناء النهار متعكر المزاج قليل التركيز لايستطيع الانتاج في العمل وحياته تصبح مزعجة حيث يتنرفز بسرعة وربما قاد هذا الى الاكتئاب واضطرابات نفسية اخرى. لماذا يعاني بعض الناس من الارق؟ الارق اصبح امراً شائعاً وترجع الاسباب في ذلك الى امور كثيرة من اهمها عدم الانتظام في مواعيد النوم اسباب وراثية كثرة شرب القهوة والشاي او شرب الكحول (رغم ان هناك فكرة خاطئة بأن الكحول يساعد على النوم لكنه امر خاطئ فالكحول يساعد على نوم بسيط ثم يعاني الشخص من ارق شديد) كذلك التدخين فهو يسبب الارق خاصة الذين يدخنون بشراهة وبالذات قبل النوم كذلك العمل المجهد واستخدام الكمبيوتر (هذا الامر ظهر حديثاً في بحث في المؤتمر الامريكي للطب النفسي عام 2005 حيث تبين ان الاشخاص الذين يمضون ساعات طويلة امام الكمبيوتر خاصة قبل موعد النوم فإن الارق ينتابهم عندما يهجعون الى فراشهم). كذلك من اشهراسباب الارق هو الاضطربات النفسية مثل الاكتئاب الذي يسبب الارق وكذلك اضطرابات القلق حيث تجعل الشخص يعاني من الارق وكذلك النوم غير المريح حتى انه حين يستيقظ من النوم يشعر بأنه لم ينم..! ويبقى طوال اليوم خاملاً يتثاءب لايستطيع التركيز ولايقدر على الانتاج في العمل وكذلك تكدر المزاج الذي يجعله عرضة لمشاكل مع زملائه ورؤسائه في العمل. الدراسات التي اجريت على عينات مختلفة من الناس في الولاياتالمتحدةالامريكية وجدت ايضاً ان الاشخاص الذين يسافرون كثيراً يعانون من اضطرابات في النوم خاصة الارق وعدم اخذ القسط الكافي من النوم لراحة بدنهم. تقول الدراسة ان الحياة الحديثة في الولاياتالمتحدة جعلت الارق اكثر بسبب التنافس في العمل وان الاشخاص زاد معدل ساعات عملهم الاسبوعية منذ عام 1960 الى عام 2000 بأكثر من عشر ساعات وان معدل ساعات نومهم قلت بسبب هذا التنافس والضغوط النفسية التي يسببها هذا التنافس على العمل والطموح لدى الاشخاص للارتقاء في اعمالهم وكسب اموال اكثر وان كل هذا يؤثر على صحتهم النفسية كذلك يسبب الارق واضطرابات النوم الاخرى مثل عدم اخذ ساعات كافية من النوم وكذلك النوم غير المريح حيث يستيقظون دون الشعور بأنهم ناموا عميقاً مريحاً يساعدهم على العمل خلال اليوم. بالدراسة العضوية للنوم تبين ان الجسم يكون في حالة استعداد للنوم من الساعة السابعة مساء ويرتفع معدل الرغبة في النوم بمرور الساعات حتى يصل اعلى معدل لأن يكون الجسم في حالة نوم عميق هو الساعة الثانية صباحاً لذلك الذين يسهرون الى ساعات متأخرة فإنهم يقاومون الحالة البيولوجية للجسم لأن الجسم يبدأ في الاستيقاظ في السابعة صباحاً ويكون في قمة صحوته في الساعة العاشرة صباحاً فالذين ينامون متأخرين الى ساعات متأخرة يؤثر ذلك على صحتهم البدنية وكذلك على حالتهم النفسية فمهما نام الشخص خلال النهار لايستطيع تعويض النوم خلال الليل وهذه طبيعة خلق الله سبحانه وتعالى حيث جعل الليل سباتاً والنهار معاشا. فتغيير نظام الحياة والعمل والراحة امر في غاية الصعوبة ووجدت الدراسة ان الذين يعانون من اضطرابات النوم معدل اعمارهم اقل من الاشخاص الذين ينامون نوماً طبيعياً ولايعانون من اي مشاكل في النوم. اسلوب الحياة والعمل لهما دور كبير في اضطربات النوم فالشخص الذي يعمل في عمل يتطلب السهر والمناوبات مثل رجال الامن والاطباء وبعض المهن التي تتطلب تغيير ظروف العمل خاصة والسهر احياناً وعدم انتظام العمل فهذا له ضريبة وهو التأثير على اسلوب الحياة خاصة النوم ومواعيد النوم كذلك الاشخاص الذين يسهرون كثيراً لحبهم للسهر وحياة الليل فإنهم يعانون بعد وقت من الزمن من مشاكل صحية عديدة.