مفاوضات لا تتوقف ومطالبات مستمرة والحاح لا ينتهي بالتوقيع للنادي دون تردد، (نرجوك وقع نادينا الأفضل والأقوى وأجواؤه الاكثر نقاء ومساعدة للمدرب واللاعب على التألق)، ثم يتقافز مبلغ الصفقة خلال المفاوضات الى رقم فلكي يحتار المتابع كيف يفي به النادي وهو المديون والمنهك بمطالبات اللاعبين والمدربين والعمل والاداريين واللاعبين المعلقة مطاليهم والفنادق والشركات في وقت تنص تعليمات لجنة الاحتراف برئاسة الدكتور صالح بن ناصر على قيد أي لاعب لصالح (ناد مديون)!!!. ويظن المتابع انه امام مدرب غير عادي او لاعب خارق، يبيع النادي ما وراءه ودونه من أجل التوقيع معهما ويتسول اعضاء الشرف وكل من لديه سيولة، يقضي المفاوض او(السمسار) لياليه وأيامه بالتواصل معهما ومع الادارة التي سلمته كل شيء وفوضته بوضع المبلغ وهو على اعصابه خشية ان لا يوقع المدرب او اللاعب وتطير العمولة وما يقدم من تحت الطاولة لناس يتحينون مثل هذه الفرص. وعند وصولهما - أي المدرب واللاعب الاجنبي - سيهذيان ب(الكليشة) المعروفة ( جينا الى ناديكم لبطولاته وسمعته الدولية وقد فضلناه على الكثير من العروض المغرية في اوروبا والقارات الأخرى، وسنقوده الى بطولات لم تتذوقوا طعمها من قبل) ولا يتورعان القول انهما تلقيا عروضا من ميلان وبرشلونة وبعض الاندية العالمية، وربما لا يعلمان ان رصيد النادي البطولي الذي يمتدحانه صفر، لذلك رصعا سجله ببطولات الحكي فقط، المهم ان يدغدغان مشاعر الادارة والجماهير بكم عبارة تندرج تحت بند (التملق) المرفوض والمجاملة التي يرجى منها (أكل العيش). اما عندما يبدأ المدرب او اللاعب مع الفريق مسيرته غير العطرة وينكشف المستور وتظهر القدرات وتتضح العشوائية في الخطة والتواضع في الاداء ويتلقى الفريق الخسارة تلو الاخرى وتغضب الجماهير ويثور الإعلام وتصاب الادارة بالخجل امام الرأي العام فليس لديها حل الا التخلص منهما، ولكن بعد ماذا؟ بعد (خراب مالطا) وبعد ما وثقا الشرط الجزائي الباهض وبعضهما ربما يطالب بقيمة العقد كاملة، حينها تبدأ (الادارة المحترفة والمحترقة بسبب النتائج السيئة) التودد لهما من جديد (نرجوكما فكا العقد، اذهبوا.. الوجه من الوجه ابيض)، فبعد المطالبة بالتوقيع بأي ثمن بدأت المطالبة الان بفك الارتباط بالتراضي لأن خزينة النادي لا تتحمل واللاعبون المحليون لم يتسلموا رواتبهم فترة طويلة كماهو الحال لبقية منسوبي النادي الذين استنزفت مستحقاتهم لصالح (الاجنبي)، وعند الرحيل يقع المدرب واللاعب الاجنبيان في فخ التناقض ويهاجمان النادي ويفضحان أسراره ويتحولان بعدما كان يقولان انهما فضلاه الى ناد متهالك وتعيس وليس لديه احترافية وانهما ارتكبا غلطة بالذهاب اليه. هكذا هو حال الاندية السعودية بكل أسف مع المدربين واللاعبين الاجانب تذكرنا تعاقداتها بذلك الذي قبل بالكفالة الغرامية طواعية ثم تورط بعدما قال له (صاحب الحلال سدد لأن المكفول أخذ يماطل)، لماذا يحدث هذا؟ يحدث لأن الطاسة ضائعة في الاندية، لا انعلم من يفاوض ومن يوصي بالصفقات ويختارها؟ هل هو الرئيس أم المدرب أو الاداري أم الجماهير أم بواب النادي أم السمسار الذي ينتظر الاشارة على طريقة التوصيل السريع؟ اخطاء في اخطاء واخفاق يتلوه اخفاق ومشاكل تعاقدية وأخرى ادارية وفنية لا تنتهي حينها تتعجب وتتساءل في الوقت ذاته (الاحترافية وين ونحن وين؟) بل ان الذي يحلم بالخصخصة على سريرة ليس امامه الا ان يستمر في الاستلقاء ويردد (ما أطولك يا ليل)! ترى على من تضحك الاندية بعدما وضعت نفسها فريسة سهلة للسماسرة الجشعين والمدربين العاطين واللاعبين الفاشلين، وهل ذلك يرضي اتحاد الكرة؟ الجواب يؤكد ان هناك من يطبق المثل (خل الدرعى ترعى) حتى لو اعلنت الاندية الافلاس وصاحت من الفقر وبكت من ضيق اليد وتدهورت الرياضة وعمت الفوضى العقود والتعاقدات وأصبحت الرياضة السعودية تتجه الى الوراء بدلا من الامام.